هذا شهر دارون وما يليه!

TT

شهر فبراير هو شهر العالم البريطاني العظيم تشارلز دارون (1809 ـ 1882) بمناسبة مرور قرنين على ميلاده، وقرن ونصف على صدور قنبلته العلمية، كتابه «أصل الأنواع».. ولم يخطر على بال أحد أن ذلك الشاب الصغير الذي تطوع للعمل في سفينة سوف تدور حول العالم بعد أن فشل والده في إدخاله النظام الكنسي، سوف يكون صاحب ثورة في كل نشاط إنساني. فهو هز العقول وفتحها عليه وضده. إنه أتي بشيء جديد في تطور الحياة على الأرض.

الكائنات المجهرية والحيوانات والنبات والإنسان تتطور وتتغير، ما دامت قادرة على التكيف مع البيئة. فأعظم صفات الإنسان هي قدرته على أن يتكيف مع الظروف. والبقاء للأصلح، أي الذي يصلح أن يكون معايشاً للبيئة وتغلب عليها، فيكون خطوة في تطور جديد.. واصطدم بالأديان.

وهناك ثورتان أخريان لهما نفس الخطورة: ثورة العالم النمساوي فرويد (1856 ـ 1939)، فقد أصدر كتابه «تفسير الأحلام» سنة 1899.. وفي هذا الكتاب لم يستخدم التنويم المغناطيسي، وإنما طلب من المريض أن يقول، وأن يسرد ويستطرد. وعن طريق ذلك، عرف الأعماق المخيفة والجامحة في كل إنسان. فقد فتح القفص الصدري، وكأنه فتح أقفاص حديقة الحيوان المفترسة.

أما الثورة الأخرى، فهي ثورة أينشتين (1879 ـ 1955)، ففي سنة 1905 فاجأ علماء الفيزياء والرياضيات بنظرية النسبية، وقلب كل نظريات الفيزياء في معني الزمان والمكان.. ولا انفصال بينهما، فهما «الزمكان».

وبيَّن أن المكان له ثلاثة أبعاد، والزمان هو البعد الرابع، وأن هناك تفاعلا وتداخلا بين المادة والطاقة في الكون؛ فوضع لها المعادلة الجميلة: الطاقة = الكتلة × مربع سرعة الضوء (186 ألف ميل في الثانية). وفي سنة 1952 رفض أن يكون رئيساً لإسرائيل، قائلا: «إني بصعوبة أعرف طبيعة الإنسان، فكيف أعرف طبائع شعب؟!».