في صوت أم كلثوم.. زعامة!

TT

الموسيقار محمد عبد الوهاب له رأي في صوت أم كلثوم، التي نحتفل في مصر بذكراها. يقول محمد عبد الوهاب: «صوت قوي، فيه رعشة سريعة، وعندها إحساس قوي. وصوتها فيه زعامة. تمشى كأنها تأمرك، وأنت لا تعصي لها أمرا.. ثم إن صوتها فصيح مبين.. تستطيع أن تمسك ورقا وقلما وتكتب كل كلمة تقولها.. وأم كلثوم قادرة على إسكات جمهورها، لأنه لا يريد أن يفوته أي معني وأي لحن وأي أداء.. أي لا يريد أن يفوته شيء جميل.. وأم كلثوم تعلمت من الحياة، ولم تدخل مدرسة. وهي لا تكاد تسمع عن صوت جميل؛ إلا طلبت أن ترى صاحبه، ولا عن ملحن جديد؛ إلا طلبت أن يلحن لها.. وصوت أم كلثوم له مزايا عشر مطربات، أو عشرين مطربة معا.. ولذلك، فالله قد أعطاها صفات نادرة.. وإذا كان لا بد من نصيحة لمن يغني أو يلحن.. فهي أن يدرس حياة أم كلثوم.. ففيها كل مراحل النمو والنجاح».

وهذا رأي موسيقار عظيم، يعرف ما يقول.

أما شخصية أم كلثوم، فهي ريفية. وعندما تنفعل، فإنها تتكلم بلهجة ريفية تماما، لهجة بلادنا نحن أبناء الدقهلية. وهي بنت نكتة، وسريعة التعليق البارع. وهي مثل عبد الوهاب.. ثقافتها سمعية.. فعبد الوهاب لا يقرأ الصحف، ولا أم كلثوم.. وإنما يسمعون كثيرا ومِنْ كثيرين. ولا عبد الوهاب، ولا أم كلثوم، ولا عبد الحليم يشربون الخمر، ولا يدخنون. وكانت أم كلثوم لا تأكل الآيس كريم، حرصًا على حنجرتها.

وقد أسعدني الحظ أن استمعت إلى أم كلثوم وهي تغني لأم كلثوم بلا فرقة موسيقية.. واستمعت إلى عبد الوهاب وهو يُحَفِّظها أغنياتها الرائعة.. يرحمهما الله!.