الحب لا يرتدي حذاء ولا يركب حصانا!

TT

الفروسية عند العرب: هي فن تربية الخيول والعناية بها وتدريبها واختيارها وركوبها ومراعاة سلالتها. وبس.

ولكن الفروسية بمعنى البطولة والنبل والشهامة والعظمة من أجل المبادئ أو من أجل المحبوبة، فذلك قد ظهر في أوروبا في العصور الوسطى. في نفس الوقت الذي ظهرت فيه الخيول للحرب في الحروب الصليبية..

أما أن الفارس هو الرجل الذي على استعداد للتضحية من أجل المحبوبة، ففن أوروبي.. وعلى الرغم من أن الفروسية مأخوذة عن العرب، فإن الفروسية المرتبطة بالنبل والشهامة والغيرة هي فنون أوروبية قد بلغت أقصى مداها في عصور الرومانسية في أوروبا. ففي أوروبا في ذلك الوقت ظهر (الطروبادور) وهي كلمة أسبانية ربما أخذوها من الطرب. فقد كان الفارس يغني للمحبوبة. ويتفانى حتى الموت. فهو يختار يوماً مطيراً ويجلس تحت نافذتها وقد ربط حصانه في قدميه حتى إذا تحرك أيقظه من النوم. وهو لا ينام إلا لأنه تعب، ولأن المحبوبة دخلت غرفتها ونامت وتركت الفارس المغوار ملطوعاً تحت النافذة. وكان الفرسان يتباهون بما ينزفون من دم دليلا على الفداء من أجل المحبوبة حتى يظهر فارس آخر على حصان أجمل..

والأديب الأسباني سرفانتس قد سخر من هؤلاء الفرسان عندما ركب (دون كيخوته) بطل روايته الشهيرة، حصاناً، ووراءه تابعه ( سانكو بانزا) على حصان متواضع. ورغم السخرية فإن الفارس بقي عالي الشأن سواء كان له حصان أو كان يذهب إلى المحبوبة راجلا حافياً - فالحب لا يرتدي الأحذية ولا يركب الخيول!.