ألف مبروك ولكننا لا نفهم!

TT

سأحكي لك معلومة. ومن المؤكد أنها صحيحة، فقد أعلنها علماء الفلك المحترمون منذ أيام. وتبادلوا التهاني على هذا الاكتشاف العظيم. وإذا قرأت عن الاكتشاف، فسوف تقول: «مجانين يبددون أموال الدولة».. الحقيقة أنهم ليسوا كذلك. فهم رهبان عاشوا وسوف يتعذبون من أجل الحقيقة.. أي أن يعرفوا الحقيقة، أيًّا كان حجمها. وهم لا يتساءلون عن فائدتها للقارئ العادي أمثالنا، فنحن لا ندخل في الحساب، لأننا لا نستطيع أن نستوعب، ولا قدرة لنا على الفهم..

اكتشف أحدهم أنه وجد خلايا حية في كوكب يبعد عنا 28 ألف سنة ضوئية.. وهذا الكوكب موجود مجهول في المجرة التي نحن نقع عند طرفها الجنوبي.. ونحن لا نزيد على حجم حبة سمسم في إستاد القاهرة.. وهذه المجرة تضم ألف مليون من النجوم. وفى الكون ألوف الملايين من المجرات، فهل عرفت وزننا وحجمنا في هذا الكون؟

ومعني هذا الاكتشاف ـ الذي يبعد عنا (28 ألف سنة × 365 يوما × 24 ساعة × 60 دقيقة × 60 ثانية × 186 ألف ميل) ـ أن هذه هي المرة الأولي في تاريخ الرصد الفلكي أن يعثر أحد العلماء على خلايا حية.. أي مصدر حياة، أي حياة كانت، أو من الممكن أن تكون.. هذا إذا استطعنا أن نصل إليها. متى؟ لا نعرف، ربما بين عشرين أو ثلاثين ألف سنة.. أو حتى مليون سنة.. ولكنه اكتشاف فريد من نوعه، ولذلك تبادل العلماء التحيات والقبلات، لأنهم وجدوا أثرا للحياة.

ونشروا صورا لذلك.. حتى الصور غير مفهومة لنا، ولكنهم لم ينشروها لنا، وإنما لبعضهم البعض، ولذلك يجب أن نهنئهم، وليس من الضروري أن نفهم. مبروك!