جاء يكحلها عماها!

TT

حينما وقعت أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، واعترت صورة المسلمين في الإعلام الأميركي الكثير من التشويه والإساءة والظلم أبدى أميركي مسلم من أصل باكستاني اسمه مزمل حسن، وزوجته آسيا زبير رغبتهما في العمل على تنقية الصورة، ومحاولة إزالة ما علق بها من شوائب، فأنشأ مزمل قناة تلفزيونية أطلق عليها اسم «جسور»، وللاسم دلالاته من حيث الرغبة في التواصل، وظلت القناة تبث برامجها باللغة الإنجليزية في محاولة ـ كما وصف ـ لإعطاء المسلمين موضع قدم في الإعلام الأميركي، الذي سيطرت عليه نبرة العداء للمسلمين عقب أحداث سبتمبر.

واليوم ينطبق على مزمل حسن المثل الشهير «جاء يكحلها عماها»، فلقد وجهت محكمة أميركية له قبل أيام تهمة قتل زوجته آسيا زبير، وقطع رأسها داخل استديوهات المحطة، قبل ذهابه إلى الشرطة للإبلاغ عن مقتلها، وكشفت الحادثة أن الرجل الذي أراد أن يضطلع بمسؤولية تحسين الصورة، وإزالة ما علق بها من شوائب العنف والتشدد والعداء، كان يعيش مع زوجته حالة مسكونة بالعنف الأسري، حتى ليمكن القول ـ في حالة ثبوت التهمة ـ إنه قد زاد الطين بلة، وبدلا من الإسهام في تحسين الصورة فإنه زادها قتامة، وإساءة، وتشويشا.

ومما يؤسف له أن تأتي انتكاسة هدف تحسين الصورة في المجتمع الغربي من أشخاص كان يعول عليهم كثيرا في تحسينها، قبل أن يتورطوا في تعتيم الصورة، ومن هؤلاء عبد الرحمن العمودي، الذي أسس المجلس الإسلامي الأميركي عام 1990، وشارك جورج بوش في صلوات لضحايا سبتمبر 2001، وكان ضيفا متكررا للبيت الأبيض في عهد الرئيس كلينتون، ويحظى بمساحة كبيرة من التقدير والثقة والحضور داخل المجتمع السياسي الأميركي، قبل أن يفتضح أمره، وتثبت مخالفاته، التي اشتملت على قائمة طويلة من الاتهامات المخزية التي يتذكرها الكثيرون، حتى أن خبر اعتقاله قبل سنوات شكل صدمة للكثير من الأميركيين، الذين طالب بعضهم الحكومة الأميركية بالتوقف عن الاستمرار في الافتراض بأن الإسلاميين الذين يتحدثون بكلام ناعم لا صلة لهم بالدوائر المتطرفة أو الإرهابية.

نقرأ ما آل إليه أمر مزمل حسن، وما جلبه عبد الرحمن العمودي من فضائح على شخصه ومجتمعه، وما فعله آخرون غيرهما، ونتمنى لو أن صورة المسلمين في الغرب سلمت من هؤلاء، الذين ادعوا الوكالة عن الأمة في تحسين الصورة، وتغييرها، و«يا ويلها من وكيلها».

[email protected]