الشعراء في إخوانياتهم

TT

انقطعت منذ أمد عن هذه السلسلة «الشعراء في إخوانياتهم»، التي تفضل صديقنا الشيخ عبد المقصود خوجة بنشر مجموعة مختارة منها. وقد أغفلت هذه السلسلة بصورة خاصة منذ انتقال فارسها الأول الدكتور الشاعر غازي بن عبد الرحمن القصيبي من لندن، بيد أن اطلاعي على أبيات رقيقة من صديقي الشاعر العراقي زاهد محمد زهدي، رحمه الله، أعطاني نفسا للرجوع إليها. وأبو عمار شاعر معروف بأشعاره الإخوانية، حظيت منها بالكثير. وله ديوان كامل وضخم فيها بعنوان «الإخوانيات».

حدث أن زارت بيته أديبة شاعرة لم يذكر اسمها، فلم تجده في بيته. أخرجت دفترها وكتبت له هذه الأشعار، ودستها له تحت الباب:

لقد أتيت صباحا

لكنكم لم تكونـوا

في الدار، يا بؤس حالي

فاضت بقلبي شجون

خلفتموني وحدي

تبكي عيوني عيون

راض أنا ما رضيتم

والقلب مني حزين

إن لم تجودوا بوصل

فإنني لا أكون!!

فداركم دار ليلى

وإنّي «المجنون»

«تبكي عيوني عيون» من أبدع ما قرأت من الجناس والتورية. تبشر بشاعرية فريدة.

ما أن عاد الشاعر إلى بيته مساء، ووجد القصاصة وراء الباب، حتى أسرع إلى مكتبه وخط لها هذه الأبيات الإخوانية مداعبا. خف إلى دار الشاعرة الشابة، وكما فعلت فعل. دس القصاصة تحت باب بيتها، وانصرف:

أبدلتِ حالا بحال

فكان ما لا يكون

فأنت «ليلى» وإني

بحبها «المجنون»

بكل شيء غريب

من حالها مفتون

بحزنها وشجاها

تبين عنه العيون

بشعرها وهو يجلو

ما بالفؤاد دفين

بسرها تحتويه

خلف الضلوع حصون

لكنه في ثنايا

حلو الحديث يبين

قالت غزا القلب حب

في بيتكم مرهون

وأنها في هوانا

«قيس» رماه الجنون

فقلت: يا رب دعها

تزدد هوى.. آمين!

www.kishtainiat.blogspot.com