إيران.. وتعرف العريس على العروس!

TT

عودة الدبلوماسي الأميركي الشهير دينيس روس للمنطقة لم تكن أمرا مفاجئا، لكن المفاجئ هو تعيينه كمستشار خاص لهيلاري كلينتون بشأن منطقة الخليج وجنوب غرب آسيا، بما في ذلك إيران.

اسم دينيس روس اقترن طويلا بمفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، خصوصا فترة الرئيس السابق بيل كلينتون، إلا أنه يعود اليوم للمنطقة حاملا ملفا آخر اسمه إيران، وإن كان مسماه مستشارا وليس مبعوثا.

وهذا ما فسره أحد الدبلوماسيين العرب على أنه مؤشر على عدم نضوج الرؤية الأميركية بعد إزاء إيران، على اعتبار أن واشنطن قد تنتظر حتى ما بعد الانتخابات الإيرانية، وما قد تسفر عنه.

المتحدث باسم الخارجية الأميركية قال بعد قرار تعيين روس: «هذه منطقة تخوض فيها أميركا حربين، وتواجه تحديات مع استمرار الصراع والإرهاب وانتشار أسلحة التدمير الشامل، وفي الحصول على الطاقة والتنمية الاقتصادية، ودعم الديمقراطية وسيادة القانون».

وأكثر الدول المعنية بهذا الكلام هي إيران، سواء في العراق أو أفغانستان، اللتين تخوض فيهما واشنطن حروبا، وكذلك الإشارة إلى أسلحة الدمار الشامل، أو الإرهاب وغيرها من النقاط.

روس يرى أن الوقت لم يتأخر لإيقاف مشروع إيران النووي، ويعتقد أن مزيدا من الضغط على طهران قد يحقق ذلك، بل ويدعو إلى عقوبات ذكية لدفع الملالي إلى تغيير سلوك نظامهم.

هذا الحديث ليس سرا، بل ورد في مقال كتبه روس عن إيران، في مجلة «نيوزويك» في 4 ديسمبر (كانون الأول) 2008 حول خطر إيران على المنطقة، وهو مقال قاس على إيران. في ذلك المقال كتب روس «أينما تنظر في منطقة الشرق الأوسط تجد تهديدا إيرانيا للمصالح الأميركية والاستقرار السياسي». وكشف وقتها عن عرض قدمته إيران عام 2003 لأميركا، إبان إسقاط نظام صدام حسين، من أجل التعاون معها.

تعيين روس كمستشار يعني أيضا أن واشنطن تأخذ إسرائيل بالحسبان، خصوصا أن الدولة العبرية تبدو أكثر لهفة من أميركا لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، وسبق للإسرائيليين محاولة إقناع بوش بذلك، وروس بالطبع يحظى بثقة إسرائيل.

اختيار روس لهذه المهمة متعلق بإيران أكثر من أي ملف آخر، خصوصا أن واشنطن قد عينت جورج ميتشل مبعوثا خاصا للمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وعينت ريتشارد هولبروك مبعوثا خاصا لأفغانستان وباكستان.

روس الذي لا يظهر مواقف لينة مع إيران يؤمن بضرورة تعاون دولي، بعيدا عن الأمم المتحدة حيال طهران، من خلال أوروبا والصين واليابان ودول الخليج، وهذا قد يفسر مسماه الوظيفي.

الآن وبعد أن تعرف العريس على العروس، كما يقال، فمن المهم رصد ردود أفعال إيران حيال اختيار روس، خصوصا أن مصالح طهران متداخلة في جميع ملفات المنطقة.

[email protected]