شرارة الحياة

TT

اكتشف العلماء طريقة يمكن من خلالها حث البويضات البشرية على الانقسام كما لو أنه تم تلقيحها، وذلك بدون استخدام الطريقة الطبيعية للتخصيب بالحيوانات المنوية الذكورية.

هذا الاكتشاف المذهل أطلق عليه العلماء مسمّى: (شرارة الحياة)، وقد تم تحفيز البويضة الأنثوية ومعالجتها بإنزيم (بي إل سي) فانقسمت وتخصّبت، ووصلت إلى المرحلة التي يقال لها (البلاستوسيت)، وهي المرحلة التي يكون فيها الجنين العادي قد نما بشكل كافٍ خلال التخصيب.

وهم في الوقت الحاضر سيكتفون بتنميته لاستخلاص الخلايا الجذعّية، ولكنهم في المستقبل القريب يستطيعون - لو أرادوا - أن يجعلوا العملية تستمر للآخر لتصبح طفلا بشرياً كامل النمو.

وفي ظنّي (غير المتواضع) أن ذلك الاكتشاف يعتبر أكبر انقلاب في تاريخ البشرية، وأكبر انتصار للمرأة من أول ما كان الرجل يسحبها من شعرها خلفه في العصور الحجرية، إلى هذه اللحظة التي تسقط فيها أصغر مولودة من رحم أمها.

هل تعلمون ماذا يعني ذلك الحدث لو تم؟!

إنه يعني الاستقلالية التامة للمرأة عن الرجل، وتصبح فيه هي (البداية والنهاية) وهي (الأب والأم) معاً - أي أنها تستطيع بكل بساطه أن تلقح نفسها بنفسها دون حاجة لأي فحل - بل إن المؤسسة الزوجية بكاملها سوف تختل وقد تنقرض، وسوف يدعى جميع الناس بأمهاتهم، وسوف يصبح الرجل ثانوياً وهامشياً كأي كائن منبوذ، ولن يستطيع بعد ذلك اليوم أن يمن على المرأة بذخيرته المنوية الحيوانية، وتصبح المرأة هي سيدة نفسها وملكتها المتوجة.

ولو أن نساء العالم أضربن عن الزواج، واكتفين بأنفسهن، لغدا جميع الرجال متسولين يشحذون (الأبوة) في الطرقات ولا يجدونها.

إن خيالي هذا ليس خيالا عبثيا، ولكنه خيال واقعي أجزم أنه سوف يتحقق مستقبلا، فاستبشري أيتها المرأة التي ظلمت عبر العصور من ظلامات الرجل المتجبّر.

أقول كلامي هذا انتصاراً للمرأة التي يقال: إنها خلقت من ضلع أعوج، غير أن ذلك الضلع سوف يتحول إلى سهم ناري تقدح منه (شرارة الحياة) بإذن الله.

عندها لو قدر لي أن أعيش إلى ذلك الوقت، سوف أشاهد (أكوام) الرجال العاطلين المنتهية صلاحياتهم، وغير الصالحين لأي استخدام آدمي أو عمل خلاّق.

وسوف ترفع المرأة رأسها عالياً حتى يناطح السحاب، معتزّة (برحمها المنتفخ) الذي لن يكون تحت رحمة أي رجل.

لقد ضحك الرجل في أزمانه كثيراً، ولكن المهم هو من يضحك أخيراً.

فاضحكي يا سيدتي المرأة حتى تظهر نواجذك، ولا مانع من أن تستلقي على قفاك من شدّة الضحك، وإنني من الآن أشد على يديك الرائعتين، وأعدك أنني سوف أكون من أخلص خدامك.

[email protected]