فرصة فرانكلين روزفلت تأتي لأوباما

TT

عندما خاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأمة مساء أول من أمس، كان يجب ألا يكون مشتت الانتباه بهواجس واشنطن عن النزعة الحزبية والأيديولوجية. وهو يحتاج، قبل كل شيء، إلى مخاطبة المخاوف الواضحة في البلاد.

في قلب مدينتنا الصناعية المصابة، يوجد أيضا شعور قوي بوجوب انفصال الرئيس عن واشنطن قدر الإمكان، مع صعوبة ذلك الأمر على رجل يسكن في 1600 شارع بنسلفانيا (البيت الأبيض). إن واجبه يحتم عليه أن يكون زعيما للأمة وليس مدير حلبة العاصمة. إنها الرسالة التي وصلته بالفعل، بالنظر إلى جدول أعماله في الأيام الأخيرة.

وقال مايك أوكونور، رئيس اتحاد عمال الحديد المحلي في مصنع «بريدجستون فايرستون» هنا: «يحتاج (أوباما) إلى مزيد من الخروج إلى الناس والابتعاد عن البيت الأبيض». وفي نصيحة إلى الرجل الذي قطع من أجله الدوائر الانتخابية في الخريف الماضي، أضاف أوكونور: «لا تفصل نفسك عن الشارع، حيث يشعر الناس بأسوأ آثار التراجع الاقتصادي».

وعندما يتعلق الأمر بتأييد الحزبين، ليس المهم هو رقم الجمهوريين الذين يصوتون من أجل هذا أو ذاك. ولكن المهم هو ما إذا كان المواطنون الخائفون يشعرون بأن الحكومة تؤدي عملها.

وقال عضو مجلس النواب في الولاية فيرنون سايكس، الديمقراطي الذي يرأس لجنة المالية والاعتمادات في مجلس ولاية أوهايو: «يريد المواطنون إصلاح الأشياء الأساسية. إنهم لا يريدون الفكرة الرومانسية عن تأييد الحزبين. بل يريدون فقط أن يجتمع الناس معا لحل المشكلات».

وكان خطاب أوباما، وفقا لمساعديه، محاولة أخرى لتوضيح استيعابه لمدى سوء الموقف، بينما نقل أيضا الأمل والثقة في أن الرخاء هو الهدف من سياسته. لقد أصبحت هاتين الخطوتين المعقدتين أكبر تحد لرئاسته. وسيبدو التفاؤل الأجوف غير مناسب، ولكن التشاؤم التام سيزيد فقط من فقدان الثقة، التي تعد في حد ذاتها سببا للتراجع.

وإن الأزمة تؤكد على مدى إلحاح أولويات أوباما المحلية الأساسية: من إصلاح النظام الصحي، وتحسين التعليم، وتشجيع الاكتفاء في الطاقة. وستتحول معركة التحفيز إلى مقدمة وليس ذروة.

وتقدم استطلاعات الرأي التي أجريت حديثا دليلين يشيران إلى أن المشاعر الموجودة في أكرون بأوهايو منتشرة، وعلى الرغم من كل الحديث المتعلق بفشل فكرة تأييد الحزبين، فقد اتضح أن عدد كبير من الجمهوريين يتفقون مع أوباما على خطة التحفيز.

وكشف استطلاع للرأي أجراه مركز «غالوب» حديثا أن 28 في المائة من الجمهوريين يؤيدون خطة التحفيز. وعلى الرغم من أن هذا الرقم يبدو ضئيلا مقارنة بـ82 في المائة من الديمقراطيين و56 في المائة من المستقلين الذين صوتوا لصالح الخطة، فإنه رقم جيد في ضوء ما وصل إليه الخلاف الحزبي في الكونغرس.

بالإضافة إلى ذلك، في الأسبوع التالي لبدء حملة أوباما القوية حول البلاد من أجل خطة التحفيز، ارتفع التأييد الكلي للخطة من 52 في المائة إلى 59 في المائة. ولاحظ ذلك مسؤولو الإدارة. واعتمدوا على ذلك لتكون رئاسة التجول حول البلاد.

ويوجد أيضا هذا النوع من تأييد الحزبين غير المتوقع، حيث ينسب إلى العديد من الجمهوريين من أعضاء الكونغرس، الذين صوتوا ضد خطة التحفيز، الفضل في الأموال التي يرسلها الكونغرس إلى دوائرهم الانتخابية. وفي هذه الحالة، ربما يكون الرياء أفضل مظهر للإطراء.

ولكن تبدو مثل هذه الألعاب الحزبية بعيدة عن الصواب، عندما تخرج عناوين الصحف المحلية، كما ظهر في العنوان الرئيسي يوم الخميس الماضي في «أكرون بيكون جورنال»: «عام جيد لتقليص الوظائف». ليس من الواضح كم سيكون عدد الخارجين من هذه المدينة، التي اشتهرت من قبل بأنها عاصمة صناعة المطاط، ولكن تتوقع الشركة فقدان ما يقرب من 5.000 وظيفة.

ولذلك عادت المحادثات هنا حول أوباما والاقتصاد إلى كلمة «الخوف». إنها تعمل في الاتجاهين لصالح أوباما. يقول سايكس إن الخوف يعني، على سبيل المثال، أن العديد من الجمهوريين من عامة الشعب يرغبون في نجاح أوباما لأنهم «يريدون بالفعل أن ينجح هذا الأمر».

ويقول جوزيف كانفير، الرئيس التنفيذي لـ«غوجو» للصناعات، وهي التي مهدت الطريق لصناعة مطهر اليدين بوريل، إنه معجب بتأكيد أوباما على فكرة التجربة. ويضيف: «أعتقد أن الجميع متفق على أنه لا يعرف أحد ماذا يمكن فعله حقا، لذا من المطمئن أن نعرف أنه يتخذ موقفا تجريبيا».

ولكن يشعر كانفير بالقلق من أنه إذا استمر التراجع، «سيقول الناس أرونا شخصا يعرف الحل».

واستطرد قائلا: «عندما يشعر الناس بالإحباط، يريدون حلولا أكثر منطقية».

ثم اعترف كانفير بأنه فوجئ بما قاله منذ لحظات.

بالنسبة لرئيس يشكك في العواطف ويحترم التفكير الهادئ، كان هذا تحذيرا في وقت مناسب عند أهم خطاب يلقيه في فترة رئاسته الجديدة.

*خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»