ما أَلّي وأُلْتيلو

TT

«ما أَلّي وأُلْتيلو»، هذا مطلع أغنيه لفريد الأطرش وعنوانها: (يا عوازل فَلْفِيلوا)، وهي باللهجة المصرية الدارجة، وترجمتها بالفصحى هي: ما قال لي وقلت له.

وتلك هي كانت أغنيتي المفضلة أيام مراهقتي الطفولية، وقد اخترت مطلعها لتكون عنوانا لمقالتي اليوم، استرجاعا وتذكرا للأيام الخوالي عندما كنت أتحرش حتى بحجارة الأرض.

* * *

قال لي: ليس هناك أروع من الإنسان الذي يكافح وهو يبتسم.

قلت له: وكذلك عندما يجالس زوجته، وعندما ينام.

* * *

قال لي: الرجل الذكي هو الذي يقول للمرأة إنه يفهمها.

قلت له: أما أغبى الأغبياء فهو الذي يحاول أن يثبت لها ذلك.

* * *

بعد أن انتهى الطبيب من الكشف على قلبي (المضطرب) سألته النصيحة، فقال لي: إذا كنت تريد أن يظل قلبك سليما فلا تمنحه لأي أحد، ولا حتى لحيوان.

قلت له: من هذه الناحية (لا توصّي حريص).

* * *

قال لي وكأنه يريد أن يعلمني الحكمة: سأل الملك سليمان نملة عن مدى حاجتها لطعامها من القمح خلال عام، فقالت: أربع حبات، فأعطاها إياها وحبسها عاما، ثم عاد فوجدها قد أكلت حبتين فقط، فسألها عن السبب فقالت: خشيت أن تنساني، فأمّنت نصف حاجتي للعام المقبل.

قلت له: أما لو أنني كنت أنا النملة لأكلت الحبات خلال أربعة أشهر، لأنني لا أتبع المثل القائل: «خبّي قرشك الأبيض ليومك الأسود»، ولكنني أتبع المثل القائل: «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، لهذا أنا دائما (مهوّي).

* * *

قال لي وهو يجلس بجانبي في سرادق عزاء: كل نفس ذائقة الموت.

قلت له: من الممكن أن أتحمل وحشة القبر، غير أن ما يقلقني جدا أنني لا أستطيع وأنا في داخله من عناق أي أحد يروقني.

[email protected]