عندما تغضب ملكة الجمال

TT

الرغبة في الانتقام تعمي بعض الناس، فيقدمون على أفعال غير متوقعة، وأحياناً غير منطقية، مثل ذلك الرجل المليونير في البرازيل وكان منتمياً إلى أحد الأندية.

وبما أن ذلك الرجل كان سيئاً في معاملته للآخرين، وأحرج إدارة النادي في عدة مناسبات، فقد قرر أعضاء الإدارة بالإجماع على طرده من النادي، وفعلا نفذوا قرارهم.

فما كان منه إلا أن يستأجر طائرة (هليكوبتر)، ويحوم بها فوق النادي ثم يلقي 90 كيلوغراماً من حبوب الدواء الفوارة في حمام السباحة التابع للنادي.

وأشد شراسة من ذلك الرجل، هي تلك الفتاة التي كانت مرافقة لأحد الشباب الأغنياء، وتحولت صداقتهما إلى خطبة ثم حصل خلاف بينهما، اضطر بعدها الشاب إلى فسخ خطبته من تلك البنت، فغلى الدم في رأس (أختنا بالله).

فقررت أن تنتقم منه على طريقتها الخاصة، فاستأجرت شاحنة كبيرة هي عبارة عن خلاطة إسمنت ممتلئة، وأتت بها في منتصف الليل إلى منزل خطيبها السابق، وكانت سيارته (المرسيدس) الاسبور المكشوفة متوقفة في الشارع أمام بوابة المنزل، فأفرغت كامل الشحنة داخلها، وذهبت لتنام قريرة العين.

وعندما خرج الشاب لركوب سيارته والذهاب إلى السهرة، وإذا سيارته بكاملها قد تحولت إلى قالب من (الكونكريت).

ومن وجهة نظري البحتة، فحال تلك الفتاة العنيفة إنما هو أرحم من حال فتاة أمريكية كانت ملكة الجمال لإحدى الولايات، وقد ارتبطت بصداقة حميمة مع شاب قد أتى لأمريكا للسياحة، وبعد عدة أشهر رجع إلى بلاده مع وعد لها أنه سوف يعود مرة أخرى، غير أنه بعد فترة تغيرت أفكاره وقرر أن ينخرط في خدمة الكنيسة وارتدى ملابس القساوسة، واتصل بها يعلمها بذلك قاطعاً كل علاقة بها.

واستشاطت ملكة الجمال غضباً، واعتبرت أن ما أقدم عليه الشاب يعتبر خيانة وإهانة لشخصها.

وإذا بها تركب أول طائرة ذاهبة إلى لندن، ثم تستأجر كوخاً نائياً، وتتفق مع ثلاثة رجال أشداء من (القبضايات) الذين يؤدون الخدمات لقاء أجر، وطلبت منهم اختطاف القسيس وإحضاره للكوخ، وهذا ما حصل، بعدها طلبت منهم أن يخلعوا كامل ملابسه، وبعدها أجلسوه على كرسي وربطوه. وطلبت منهم أن يخرجوا، واستفردت به هي وحدها.

وبعدما أطلقوا سراحه، رفع دعوى ضدها في المحكمة، قائلا: إنها اغتصبته بالإكراه ثلاث مرات في يوم واحد، ولم يكن قادراً على الدفاع عن نفسه وشرفه لأن الحبال تطوق يديه وقدميه.

وقد كسب القضية، وحكم على ملكة الجمال بالسجن والغرامة المادية.

لا أعتقد أن هناك انتقاما أشنع من هذا الانتقام، والحمد لله رب العالمين على الأمن والأمان.

[email protected]