.. وابن رشد لم يجد علاجا!

TT

كتاب طريف ذلك الذي تُرجم أخيرا للمستشرق الأسباني ارتورو دلافيدا عن (ابن رشد وابن ميمون).. الفيلسوف العربي، والفيلسوف اليهودي.. والمقارنة بديعة بين الرجلين.. وعن أسلوبهما في التفكير وفى الحياة أيضا..

ولأن ابن رشد (1126-1198م) فيلسوف، فكل شيء عنده بالعقل. بالمنطق. فلا يصح أن يقال عنه أي شيء ليس معقولا.. ولنفرض أن المؤلف يقول: إن الفيلسوف كان يفضل الملابس البيضاء، ولا يرتدي الزرقاء، أو السوداء، فلا بد أن يكون هناك سبب لهذا الاختيار، أي لا بد أن يكون للفيلسوف رأي في ذلك..

وقد قفزت عبارة، حاولت أن أجد لها سببا؛ فلم أجد.. العبارة تقول: وكان ابن رشد لا يأكل البقول، ولا ينصح بها.. ولم يقل لماذا؟. كان من الضروري أن يقول. وأنا أقول عن ابن رشد، نيابة عن المستشرق الإسباني: فالمصابون بالمصران العصبي ـ مثلي ـ لا يأكلون البقول، ولا ينصحون بها، لأن البقول تنفخ المصران؛ فيتكوم في جانب من البطن؛ ويوجع؛ ويضايق عند النوم وعند الجلوس..

والمساكين مرضى المصران الغليظ لا علاج لهم، ولا علاج له أيضا. وأنا أتحدى أي طبيب، ابتداء من ابن رشد حتى يومنا هذا، أن يجد للمصران الغليظ علاجا. وكنت أتمنى أن أعرف من ابن رشد علاجا أو تجربة لا أعرفها.. وإلّا، فابن رشد هو الآخر لم يجد علاجا ولم يسأله أحد!.