ما الذي يجمع نتنياهو بإيران؟

TT

الإجابة بسيطة جدا، فكلاهما لا يريد رؤية دولة فلسطينية مستقلة. إيران وعلى لسان مرشدها ترفض حل الدولتين، وهذا موقف نتنياهو الذي يفضل الحل الاقتصادي.

نتنياهو لا يريد رؤية الدولة الفلسطينية، وتصريحاته الأخيرة كلها مشروطة بـ «إذا» وذلك بسبب تطرفه. أما رفض إيران فهو نابع من موقف إيراني يقوم على محاربة إسرائيل حتى آخر قطرة دم فلسطينية. فمتى خاضت إيران حربا من أجل فلسطين، أو أي قضية عربية؟ فلم نسمع عن قتيل، أو شهيد إيراني من أجل فلسطين؟ فإيران تنظر للقضية الفلسطينية كعامل مساند لها في قادم الأيام من أجل التفاوض مع أميركا. فواشنطن بدأت رحلة الخروج من العراق ولم يعد ظهرها مكشوفا لإيران هناك، مع مؤشرات متزايدة على رفض شعبي عراقي متنامٍ لإيران. وبالتالي فإن الإيرانيين فقدوا ورقة مهمة في التفاوض مع واشنطن وهي العراق.

كما أن الأميركيين قد أعلنوا عن تواصل مع سورية التي عاد الاتصال بينها وبين السعودية ومصر، وبالتالي العرب. ومرة أخرى فإن الخاسر هنا هو طهران. ولذلك فلا غرابة في أن يصرح نجاد تصريحا عدائيا بقوله إن الفارق بين مؤتمر إيران لجمع التبرعات، ومؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة بشرم الشيخ هو «کالفرق بين الإنسان والشيطان».

ما لم تتنبه له طهران هو أن حيلها باتت مكشوفة عربيا ودوليا في محاولاتها المستميتة للسيطرة على القضية الفلسطينية، من أجل استغلال العالم العربي، خصوصا أنه لا توجد قضية مشتركة بين العرب وإيران.

فوزير خارجية إيران يقول ردا على تصريحات وزير الخارجية السعودي حول التحديات الإيرانية للأمن العربي، إنه يستغرب أن «أصدقاءنا»، قاصدا السعودية، قد ابتعدوا عن الحقائق في معرفة التحديات، وأن إيران تدعم مساعي الدول العربية والإسلامية لوحدة الصف. وهذا كلام غير صحيح، فالسؤال هنا ما هي القضية، أي قضية، تلك التي تجمع إيران بالعرب؟ لا توجد قضية واحدة، ولذا فإن طهران تفعل ما بوسعها من أجل اختطاف القضية الفلسطينية لتعزيز موقفها التفاوضي مع واشنطن.

فالخلاف العربي ـ العربي بلغ أوجه حول كل القضايا التي تتدخل بها طهران عربيا، سواء في لبنان أو العراق، أو بين الفصائل الفلسطينية، ناهيك عن التدخل في دول الخليج العربي من تصريحات سلبية وأكثر.

إيران تريد دورا بالمنطقة من دون دفع أي ثمن لذلك، بل هي تمارس التحريض بين العرب، في الوقت الذي دفع فيه عالمنا العربي ثمنا باهظا من الحروب والانقلابات بسبب القضية الفلسطينية.

ولذا فإن على طهران أن تتذكر عنوان فيلم أميركي يقول «لكي تذهب إلى الجنة فعليك أن تموت أولا»، وبالتالي إذا أرادت إيران التدخل بقضايانا، ومنها القضية الفلسطينية، فعليها أولا أن تدفع ثمنا حقيقيا.. فهل تقوم طهران بحرب لتحرير فلسطين؟ أشك!

[email protected]