قمار.. ودمار!

TT

العادات السيئة او الاخطاء التي يمكن ان تدمر حياة الانسان ـ اي انسان ـ كثيرة.. وأخطر هذه الأخطاء.. او الخطايا.. القمار (الميسر) وادمان المخدرات والكحول.. والنساء.

وقد وضعت القمار على رأس القائمة لأنه يتجاوز تحطيم الانسان جسديا الى تدمير كل ما حوله.. وزمان كنا ندهش عندما نقرأ ان احدهم باع زوجته على مائدة القمار.. او خسر كل ما يملك على المائدة الخضراء ثم ألقى بنفسه من الدور السابع.. او اطلق على رأسه الرصاص.

القمار داء خطير.. والمقامر كمدمن المخدرات يبحث عن «الترابيزة» في اي مكان وزمان.. ويشعر بسعادة مثيرة وهو ينظر الى ورق اللعب.. ويراه واحدة واحدة ويحسب على الفور ماذا في يده وماذا في يد غيره.. واحتمال وجود ورق اقوى او اضعف مع بقية المقامرين.

رواية «المقامر» لكاتب روسيا الأشهر ديستوفيسكي عالجت مأساة القمار بشكل متعمق بسبب بسيط ان ديستوفيسكي نفسه كان مقامرا محاصرا بالديون من كل جانب.. وكان يكتب بشكل محموم ليدفع ديونه ويناول الدائنين اوراق الروايات من النافذة ويعود للكتابة.

ويقول الخبراء ان مخ المقامر تحدث فيه تغييرات كيمائية تؤدي الى افراز مواد تبعث على التوتر لا تجدي معها العقاقير المعروفة.. والعقار هو القمار.. مجرد ان يصل المقامر في موعد اجتماع الشلة يزول التوتر ويعود المقامر الى طبيعته.

واخبار الدمار الذي يصيب المقامرين من اعلى المستويات الاقتصادية والاجتماعية الى ادناها لا تخلو منها الصحف.. ولعل من اسوأها حادثة الباكستاني غلام محمد الذي قتل زوجته وأطفاله السبعة بعد ان فقد كل ما يملك في القمار.. ولم يعد في امكانه اطعام زوجته وأطفاله الذين تتراوح اعمارهم بين 18 شهرا و13 عاما.

وقد كان غلام يملك مخبزا يدر عليه الربح الوفير.. ولكنه انغمس في القمار وظل يقامر حتى خسر كل شيء.. ولا تخلو حادثة غلام من طرافة.. فبعد ان قتل زوجته وأولاده ارسل الى الشرطة رسالة يرجو فيها ان تهتم ادارة الشرطة بترتيب جنازة لائقة بالقتلى الثمانية.. اما هو فقد هرب الى منطقة قبلية بعيدة عن سلطة القانون..

مأساة.. وأي مأساة!