ليالي القاهرة

TT

من أروع المتحدثين في ليالي القاهرة الفنان الكبير يوسف وهبي.. ففي استطاعته أن يظل يحكي حكايات وروايات ومغامرات له مع عدد هائل من النساء يذكر أسماءهن، ونحن نطلب المزيد. وكانت ذاكرته قوية. طبيعي.. فهو يحفظ نصوصا طويلة على المسرح. ومن كثرة تكرارها؛ فإنه لا يخطئ في ترديدها بكلماتها ونيرانها وضحكاته..

ولا يحلو له ذلك إلا عندما ينهض واحد منا إلى بيته. فبسرعة يقول: «دقات المسرح الثلاث.. وارتفع الستار، وأنا أحكي لكم حكاية فلان هذا»، أي الذي خرج لتوه..

وكلما خرج واحد، بدأ يوسف وهبي في النميمة المدروسة والمبرمجة.. وفى يوم تظاهر الشاعر صالح جودت بأنه مريض، واستأذن في أن يعود إلى فراشه مبكرا.. وتواري وراء إحدى الستائر.. وبسرعة وقف يوسف وهبي وقال: «والآن جاء دور الذئب الذي خرج لتوه. كنا معا في الإسكندرية، وكان هو يعرف فلانة.. وكنت أعرف فلانة.. ولسبب لم أعرفه حتى الآن تشاجرت السيدتان.. فكان لا بد أن ننفصل.. وذهب كل منا في طريق. ولم يراجع أحدنا الآخر حتى اليوم. ولكن فهمت أن صالح جودت عنده مشكلة جنسية..».

وقفز صالح جودت من وراء الستار صارخا: «اسكت. وما دمت قد أشرت إلى ذلك.. فأنا أحكي لكم ماذا قالته فلانة». وكان الكلام أمام أحمد رامي، وإحسان عبد القدوس، وفاتن حمامة..

وبسرعة، وجدنا يوسف وهبي قد قفز واضعا يده على فم صالح جودت قائلا: «في عرضك.. أبوس إيدك!».

وأعطاه يده، وراح يوسعها تقبيلا!