طاقية اليهود.. وطاقية العربي

TT

أخذ يحكى لنا نكتة فرنسية تقول: إن أحدهم سأل الآخر قائلا: هل تعرف لماذا يضع اليهودي الطاقية الصغيرة على رأسه؟!

- لا، لا أعرف.

- لأن صندوق الزبالة يحتاج إلى غطاء.

فضحك الجميع من هذا التشبيه، وكدت أن أجاريهم بالضحك لو لا أنني لاحظت أن من كان يروي النكتة كان يضع طاقية على رأسه، وامتعضت أكثر عندما تذكرت أنني أيضا البس طاقية، ثم ازداد امتعاضي أكثر وأكثر عندما تذكرت أن الطواقي العربية أكبر بمراحل من الطواقي اليهودية!!

* * *

قليلة هي المواقف وردود الفعل التي تروق لي وتدخل مزاجي.

غير أنني تفاعلت من سرعة «بديهة» أحدهم عندما دخل علينا وكان يضع في أذنه «قرطا».

ويبدو أن أحد الحاضرين قد استهجن فعلته هذه، فما كان منه إلاّ أن يقول له: هل تصدق أنني عندما شاهدتك للوهلة الأولى ظننتك امرأة؟!

فرد عليه صاحب القرط سريعا وهو يقول: وهل تصدق أنني عندما شاهدتك ظننت أنك رجل؟!

فصفقت للثاني إعجابا قائلا له: يسلم لي قرطك.

* * *

أشفقت على أحد المدرسين عندما أخذ يروي لي موقفا حصل له وشعر بالإهانة من جرائه، وعندما استفسرت منه عن الذي حصل، قال لي: كنت أقود سيارتي يوما، وقطعت سهوا الإشارة الحمراء، فوقفني رجل المرور وطلب إبراز رخصتي وبطاقتي، وعندما عرف أنني مدرس قال لي: «الله جابك»، إنني لن أدفعك غرامة مالية، ففرحت اعتقادا مني أنه قدر مهنتي، ولكنني وقبل أن تكتمل فرحتي، قال لي: إنني سوف أعاقبك على مزاجي وعلى طريقتي الخاصة.

وطلب مني أن أخرج ورقة وقلما، ثم قال لي: اكتب الجملة التالية: «أتعهد أنا المدرس (الفلاني) أن لا أقود سيارتي بعد ذلك مسرعا، وأعلن توبتي عن قطع أية إشارة حمراء، وإنني مثال سيئ للمواطنين».

وبعد أن انتهيت أمرني أن اكتب وأكرر هذه الجملة «مائة مرّة»، فامتثلت صاغرا لأمره.

بعدها سمح لي أن أذهب، ولكن قبل أن أتحرك قال لي: الآن فقط شفيت غليلي من كثرة ما كان الأساتذة يعاقبونني بكتابة الأسطر تلو الأسطر إلى أن تتعب يدي.

والحمد لله أنه أتى اليوم الذي «يطيح» فيه أستاذ بين يدي، بالله تحرّكْ قبلما «أكلبشك».

* * *

هل صحيح أن إخفاء أي شيء عن المرأة، أشبه بمحاولة إخفاء ضوء النهار عن الديك؟!

[email protected]