الشعراء والفنانون

TT

كان الأمير الشاعر عبد الله الفيصل مرحا. وكان إذا ضحك، فضحكته فيها سخرية، ولا يظهر على ملامحه أنه يسخر.. وكان إذا جاء إلى القاهرة، فكلنا نعرف مع مَنْ سوف يلتقي من الشعراء والفنانين.. أما الشعراء، فهم أحمد رامي، وصالح جودت، وكامل الشناوي، وأما الفنانون، فالسيدة أم كلثوم، وعبد الوهاب، وكان يسعده أكثر أن يلتقي بالشيخ زكريا أحمد.

وكان الشيخ زكريا يعرف بالضبط ما الذي يحبه ومَنْ يحبه الأمير. وكان الشيخ زكريا في تلك الليالي يغني كثيرا ويضحك أكثر، ويسأل الأمير ما الذي يحب أن يسمعه من الأغاني، ومن النكت. وفى تلك الليلة، قال له الأمير عبد الله: «أنت تختار ما يعجبك؛ وسوف يعجبنا». قال الشيخ زكريا: «إن هذه الأغنية سوف تغنيها أم كلثوم»، فقال الأمير: «ولكن، ما رأيك في فايزة أحمد؟».. فقال الشيخ زكريا: «يا طويل العمر.. لا وجه للمفاضلة.. ولولا أنني أخبرت «الست» أم كلثوم أنني سوف أعطيها هذا اللحن، لكان من نصيب فايزة أحمد»..

وغنَّى الشيخ زكريا.. وجاء الملحن محمود الشريف، والملحن أحمد صدقي، والملحن عبد العظيم عبد الحق.. وفجأة وجدنا الأمير يقول للشيخ زكريا أحمد: «سوف أطلب منك شيئا مستحيلا، فإذا لم تستطع أن تحققه؛ فسوف أراك غدا!».

وكانت مفاجأة.. فقال: «عاوز أشوف عبد اللطيف البنا!!».

ودق جرس الباب، والتفتنا؛ لنرى عبد اللطيف البنا.. وضحكنا.. فقد أدركنا أن الأمير عبد الله قد اتفق مع محمد عبد الوهاب على أن يأتي له بالمطرب القديم جدا عبد اللطيف البنا، الذي شرع في الغناء بمجرد دخوله من الباب!.