بل تحدثوا عن إيران

TT

يبدو أن البعض لم يتنبه إلى أن ما طرحه الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاقتصادية كان مبادرة مصالحة عربية – عربية، لا مصالحة مع إيران، أو أنهم انتبهوا لكن يريدون تحوير التصريحات إلى ما يوافق هواهم! فمن الطبيعي أن يتنفس البعض، من هنا وهناك، الصعداء عندما تنفرج العلاقات العربية ـ العربية، فيتجنب من هو قريب من سورية الحرج، مثلما وجد من هم قريبون من قطر مخرجا بعد زوال نقاط الخلاف السعودية ـ القطرية!

لكن الغريب أن يحاول البعض إخراج التصريحات من سياقها لتطويعها لمصلحة إيران، إذ كتب أحدهم محرفا ومزيفا من أجل إقناعنا بأن ما بين العرب وإيران هو خلاف وليس عداوة، وبالتالي يقول إن على بعض الإعلام العربي التوقف عن الحديث عن إيران!

يا سلام، هكذا بكل بساطة.. وماذا نقول عن قطع المملكة المغربية لعلاقاتها مع إيران، هل هذا خلاف أم عداوة؟ وعندما تخرج من طهران، وليس للمرة الأولى، تصريحات بأن البحرين محافظة إيرانية، فهل هذا خلاف أم عداوة؟

وعندما يدعو سعود الفيصل إيران إلى دعم القضايا العربية من خلال الشرعية العربية، فما معنى ذلك، هل هذا يعني أن إيران كانت تتحرك بما فيه مصلحة دولنا واستقرارنا؟

هل علينا هنا التذكير بما تفعله إيران في لبنان من خلال حزب الله، الذي خون زعيمه مصر قبل أسابيع؟ وهل نسي من يريدون تحسين صورة إيران في عالمنا العربي أن حزب الله قام بانقلاب بالسلاح في بيروت؟

وهل علينا تذكير المعنيين بتلميع صورة إيران، أن حماس التي تستقوي بطهران قد قامت أيضا بانقلاب في غزة على السلطة الفلسطينية وبقوة السلاح! هل يكفي كل ذلك لتذكير هؤلاء بما تفعله إيران في منطقتنا؟

بالطبع لا، فبعض ملمعي إيران اليوم كانوا بالأمس القريب رموزا في الدفاع عن صدام حسين باسم القومية العربية، فيا سبحان الله كيف يتغاضون اليوم بهذه السرعة والسهولة مما تفعله طهران بالعراق وأهله؟

وطالما أننا نحدد غضبنا وتحالفاتنا وعداوتنا في العالم العربي بمن يعرض أمننا للخطر ومن يحتل أراضينا، فلماذا يتناسى هؤلاء أن إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية، ناهيك عن أعضاء «القاعدة» الموجودين على أراضيها وما تسببوا فيه من إرهاب في بلداننا.

فهل نسينا الحوثيين في اليمن ومن يقف خلفهم؟ وماذا عمن حرك ملفات النعرات الطائفية وغيرها في دولنا، وبعد ذلك يأتي هؤلاء للقول إن إيران ليست فزاعة، وليست قوة سحرية عجائبية! إيران فزاعة بلا شك خصوصا عندما تريد السلاح النووي.

أما التخريب والعبث وبث الفوضى فلا يحتاج أبدا إلى قوة سحرية، كما يردد المدافعون عن طهران، بل كل ما يحتاجه من يريد التخريب في بلداننا هو أشخاص يخلطون الأوراق، ويضللون المتابع حتى يصبح العدو مثل الصديق، وما أكثر هؤلاء بيننا.

لا بد أن نتحدث عن إيران، وعمن يلمعونها بيننا، حتى تصبح العلاقة مع طهران مبنية على الاحترام وعدم التدخل في قضايانا، وزعزعة استقرارنا!

[email protected]