الفريق أحمد شفيق

TT

حفظت لنا آثار الحضارة المصرية القديمة تراثاً قيماً من أدب حكماء مصر القديمة، وهؤلاء اجتمعوا على أن أولى خطوات النجاح في أي عمل هي إسناده إلى من هم أقدر بالقيام به، كما تركوا لنا نصائح جد مفيدة لكيفية تعامل المرؤوسين لرؤسائهم والعكس، وأعتقد أننا إذ ما طبقنا النموذج المصري القديم في الإدارة لكنا عالجنا كثيرا من سلبياتنا. وبين الحين والآخر أرى مثالا لرجال في مراكزهم ومواقعهم يذكرونني بقادة مصر القديمة. ومن هؤلاء رجل يعمل في هدوء ودون صخب ووفقاً لنظام تطوير وضعه ورجاله الذين أحسن اختيارهم. نتحدث عن الفريق أحمد شفيق الذي استطاع بعمله أن يضع اسمه في التاريخ لأنه جاء إلى موقعه وغير فيه إلى الأحسن..

لقد كان اختياره ليصبح وزيراً للطيران.. قرارا مناسبا جاء في وقته؛ لعودة الانضباط للشركة المصرية الوطنية، التي كانت تواجهها تحديات المنافسة مع شركات عالمية تقود أساطيل طيران عملاقة وتتمتع بمطارات غاية في التقدم والتطور. كان على الفريق أحمد شفيق خلق آلية عمل جديدة وتطوير ليس فقط الأسطول الجوي الذي تملكه مصر للطيران، وإنما مطاراتنا سواء الدولية أو الإقليمية.. وقد استطاع الرجل أن يحدث طفرة ويطور مصر للطيران ومطاراتنا كل ذلك بأسلوب سهل بعيداً عن الروتين القاتل، وشجع رجاله على العمل بأن نزل ليعمل بنفسه بينهم مرتدياً ملابس العمال، وكانت قراراته دائماً صارمة تحس الجميع على الانضباط من أول الطيارين أنفسهم وحتى العمال البسطاء في الورش وصالات المطارات. وأصبح اختيار موظفي الشركة الوطنية يتم بناء على الكفاءة والقدرة على العمل وليس غيرها. وبعد سنوات من العمل أصبح المسافرون يشعرون بهذا الانضباط وأنا واحد منهم أسافر إلى الأقصر أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد ولم يحدث أن تأخرت رحلة عن موعدها. هذا إلى جانب زيادة عدد الطائرات وتجديد الأسطول الذي يربط مطار القاهرة بمدن مصر المهمة، مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان ومرسى علم.. وفي نفس الوقت وجدنا مطارات حديثة تبنى في كل مكان، خاصة في مدن أسوان والأقصر وشرم الشيخ ومرسى علم.. أما المفاجأة فكانت الصالة رقم (1) بمطار القاهرة الدولي التي تحولت في فترة بسيطة إلى مكان نظيف جميل ومنظم يشعرك بأنك في أجمل مطار في العالم، وقد نالت يد التطوير كل صالات مطار القاهرة الدولي كان آخرها الصالة الجديدة رقم (4)، التي لم يسعفني الوقت لحضور افتتاحها، ولكني عندما دخلتها بعد ذلك شعرت بسعادة وفخر وتذكرت هذا الرجل الجاد الذي قابلته لأول مرة عندما كان قائداً للطيران ودعاني لألقي محاضرة لطلبة الكلية الجوية، وتعددت لقاءاتنا بعد ذلك وكان معظمها يتم مصادفة وبلا ترتيب على رحلات طيران، وفي كل مرة أجده متواضعاً مبتسماً.

وأخيراً توجت أعمال أحمد شفيق بانضمام مصر للطيران لتحالف ستار العالمي الذي يضم شركات عالمية مثل الـ«لوفتهانزا» الألمانية بعدما حققت مصر للطيران أعلى درجات الجودة والأمان في رحلاتها ومطاراتها. وسعدت بقيام تحالف ستار العالمي بتكريم الفريق أحمد شفيق لأنه قائد منظومة النجاح، وأهدوه شهادة تسجيل نجمة تقع في المجموعة النجمية قيفاوس Cepheus، وأهم تصريح هو ما قاله مستر يان ألبريشت الرئيس التنفيذي للتحالف وهو أهمية أن يكون لدى الحكومات قادة لديهم النهج والرؤية الموجودة لدى المواطن المصري أحمد شفيق..

www.drhawass.com