مستعجلة ليه؟!

TT

إذا كانت الإرادات الوقتية تترجم بخطب، والإرادات القوية تترجم بأفعال، إذن ما هي إرادات بعض الزعماء العرب طوال عقود، وكيف تترجم؟!

وعلى ذكر الإرادات والخطب، فقد حصلت قبل سنوات على (وثائق الجامعة الأميركية في بيروت)، وهي عمل هائل (موثق) لجميع خطب الزعماء العرب منذ الخمسينات حتى بداية الحرب الأهلية اللبنانية، عندما انهار كل شيء في لبنان تقريباً.

وإذا حلت بي مصيبة، أو داهمني خوف، أو أردت أن أتسلى أو أضحك أو أبكي، أخذت أقرأ في تلك (المهازل).

مشكلة الناس أنهم (ينسون).. كما أن الكلام مثلما يقولون: (ليس عليه جمرك).

لو كان لي من الأمر شيء، لأقمت أكبر تمثال، أو أكبر نصب تذكاري يشاهده كل العرب من المحيط إلى الخليج: وهو عبارة عن كائن (مسخ مشوه)، وكتبت تحته ذلك السؤال الحاسم الصعب: هل مثلما تكونون يولى عليكم، أم العكس؟!

* * *

قال لي: هل تصدق أنه ليس ممكنا أن يعيش المرء سعيداً دون أن يكون حكيما، وشريفا وعادلا؟!

قلت له منبهرا: يا سلام!

قال: وأيضا لا يمكن له أن يكون حكيما، وشريفا، وعادلا، دون أن يكون سعيدا.

قلت له بحزن بالغ: الآن فقط تيقنت أنك قد قفلت بوجهي باب الأمل والسعادة معا.

إنه اعتراف مفجع وشجاع، أقدمه لكم بعين منكسرة يملأها الخجل.

* * *

وفي اليوم التالي جلست أيضاً مع ذلك الفيلسوف المحبط، وكأنني ذلك (البس) ـ أي القط ـ الذي يدور خناقه.

فقال لي ناصحا: إذا لم تكن هناك رياح، فاستخدم المجداف.

سألته: وإذا لم يكن هناك لا رياح ولا دفة ولا بوصلة ولا حتى مجداف؟!

نظر إلي شزراً، ودون أن يجيبني قام من مكانه وخرج، وتركني حائراً أضرب كفاً بكف.

* * *

قالت الممثلة الناشئة لصديقتها: كلما أردت أن أتزوج رجلا من أجل الحب، اكتشفت أنه لا مال عنده.

فنصحتها صديقتها (النابغة) قائلة: اصبري شوية، مستعجلة ليه ؟! (هيّ الدنيا طارت)؟!

[email protected]