لأسباب.. اختاروا أسماء أمهاتهم!

TT

وأنا صغير فكرت في أن أغير اسمي إلى: أنيس الباز، نسبة إلى عائلة أمي التي بها عدد من الوزراء، ورئيس الوزراء إبراهيم باشا عبد الهادي. وهي فكرة غريبة، لا أعرف من أين جاءت، ولم أذهب إلى أبعد من ذلك.

ولكن عرفت بعد ذلك أن عددا من العباقرة قد فعلوا. غيروا أسماءهم، واتخذوا أسماء عائلة الأم، مثل الأدباء: شكسبير، وجيته، ودكنز، وهمنجواي، وبرنارد شو، والموسيقيين: بتهوفن، وباخ، وفردي، وموتسارت، واثنين من رؤساء أمريكا: واشنطون، ولنكولن، ومن العلماء دارون، وماركس، وفرويد، وآينشتين، ونيوتن، وإديسون، ونابليون بونابرت، والممثل شارلي شابلن، والفنان بيكاسو. ولم نقرأ عن أسباب اختيارهم لأسماء أمهاتهم، ولكن الأسماء التي اختاروها أفضل كثيرا من أسمائهم الأصلية. فشكسبير كان اسمه وليام ارون، وجيته كان اسمه مكتور، وبونابرت كان اسمه رامولينو، وفردي كان اسمه اوتيني، وماركس كان اسمه مرسبورج، وفرويد كان اسمه ناتانون، وآينشتين كان اسمه كوخ..

مرة واحدة اعترف الفيلسوف شوبنهور ـ الذي كان يضيق بوالدته الطاغية، التي ترى أن ابنها لا قيمة له ـ أنه كان يريد اسم عائلة أمه، لولا كراهيته لها. وفي إحدى المرات دفعته أمه على السلالم؛ فكاد يسقط، لولا أنه اعتمد على الجدران. ثم قال لها: «سوف تعيشين وتموتين، ولن يذكرك أحد، إلا لأنك أم شوبنهور..».

وقال الشاعر جيته: «ما كان من الضروري أن أغير اسمي.. فاسمي خالد، ولو اخترت نفس اسم أحد الخنازير!».

والعرب القدامى كانوا ينتسبون إلى أمهاتهم، ولكن ذلك ليس مألوفا بين العرب المعاصرين، وإنما يقال: فلان أبو فلانة، ولا يقال: ابن فلانة. لا أعرف من المحدثين إلا الشاعر الشعبي: أبو بثينة!