مجانين النجوم!

TT

تتداول بعض وسائل الإعلام هذه الأيام قصة شديدة الإثارة بطلها محام عربي مهووس بالمطربة اللبنانية باسكال مشعلاني، ويقال إن الرجل في حالة إضراب عن الطعام، ويهدد بالانتحار إن لم تأت باسكال إلى بيته لتطلب يده، وقد أخذت الفنانة باسكال تهديداته على محمل الجد إلى الدرجة التي استصدرت حكما بمنعه من دخول لبنان، وظهر الرجل في برنامج تلفزيوني لم يراع معده ومقدمه حالة الرجل المرضية، واستثمر حضوره لتحقيق قدر من الإثارة غير اللائقة. وبدأت علاقة الرجل بباسكال منذ نحو ثمانية أعوام، حينما حضر إحدى حفلاتها، والتقط صورا معها، ليتقدم بعد ذلك بطلب الزواج منها، ومنذ تلك اللحظة وهو يواصل مطاردتها، ومراسلتها، معلنا حبه لها، ورغبته في الزواج منها.

أما مجنون نانسي عجرم فيبدو أنه أكثر حظا من مجنون باسكال مشعلاني، فهوسه بنانسي لم يتجاوز محاولة تقليدها شكلا عبر إجراء عدة عمليات كلفته عشرات الآلاف من الدولارات، تمكن في نهايتها من اكتساب بعض الملامح العجرمية.

وهوس التعلق بالنجوم لا يقتصر على الرجال فقط، فثمة نساء مهووسات أيضا بالفنانين، ومن هؤلاء تلك المراهقة التي اعتلت المسرح في الكويت لتنهال بالقبلات على الفنان تامر حسني أثناء إحيائه حفلا فنيا منقولا على الهواء، واضطر الفنان الشاب إلى الاحتماء بأحد أعضاء فرقته ليخلصه من قبضتها، وقد تسببت تلك التجاوزات في إنهاء الحفل قبل موعده.

وشهدت حياة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ حالات إعجاب مفرطة، بلغ بعضها درجة الهوس، والتعلق المرضي بـ«حليم»، وحينما رحل لم تتردد إحدى الفتيات من الإقدام على الانتحار حزنا على رحيل فنانها.

والهوس بالفنانين أمر معروف على المستوى العالمي، حيث تتكثف وتتمحور عواطف الشخص تجاه فنان معين، لتصبح حالة مرضية يمكن أن تسيطر على صاحبها، وتوجهه نحو سلوكيات غير راشدة، تصل في بعض الأحيان إلى إيذاء النفس، أو الآخر الذي تتمحور حوله العواطف، ولذا فإن معاناة بعض المشاهير من هوس المعجبين معاناة حقيقية، فهي تقيد حرية الفنان، وتجعله رهين حراسه ومرافقيه، فمن الحب ما قتل.

حمانا الله وإياكم من أعراض الهوس بجميلات الفن، فالعقل زينة، وعشق النجوم بهدلة.

[email protected]