ولم تقم القيامة!

TT

كأنني أنا الذي قلت إنني اكتشفت وحللت وتابعت حجراً يسقط من السماء تراباً على صحاري السودان. فغضب أشقاء من السودان. مع أنني كمصري أرى أن السودان شقيق وصديق.. وأن مصر امتداد للسودان والسودان امتداد لمصر.. وأن اثنين من رؤسائنا الأربعة من أصل سوداني: محمد نجيب وأنور السادات، ومن السودان يجيء الماء، والله يقول: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»..

وأنا أتمنى للسودان ما أتمناه لبلدي. لا شك في ذلك عندي وعند كل المصريين.. وإنما أنا قلت ما قالته هيئة الفضاء الأمريكية (ناسا)، والباقي من عند المنجمين ولست منهم..

وفي التاريخ أحداث كثيرة من مثل ذلك. والتاريخ الفلكي يذكر لنا ما حدث يوم 4 يوليو سنة 1054. في ذلك اليوم أضاء أحد النجوم بصورة فريدة وكانت قوة الضوء والإضاءة تعادل ما يصدر عن مائة مليون شمس.

وما نراه اليوم من سدم (مفردها سديم) ليس إلا بقايا هذا النجم. وظل النجم باهراً يرونه في وهج النهار بالعين المجردة ولمدة سنتين.. ولا بد أن يكون هذا الحادث قد وقع عشرات المرات ولكن لم يؤرخ لذلك أحد ربما قبل التاريخ.. وعلوم الفلك تؤكد ضرورة أن يقع مثل هذا الحادث كثيراً وعلى فترات متباعدة..

وكما هي العادة فقد نشط المنجمون يؤكدون أن ما حدث ليس إلا نذيراً بأن القيامة اقتربت.. وأنها أيام وتنتهي الحياة على الأرض وينهض كل من في القبور، وأنها نهاية الألفية الأولى وبداية الألفية الثانية وقد لا تكتمل الألفية. فهناك مثل شعبي يقول: ألف (بتشديد اللام) ولا تؤلفان ـ أي بعد ألف واحد سوف ينفخ في الصور وتقوم القيامة..

ولم تقم. وإنما هي أوهام المنجمين!