تعيين الأمير نايف.. استمرار لترتيب البيت السعودي

TT

سألني: ما تعليقك على قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المتضمن تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية؟

كانت إجابتي أنني أتمنى معرفة رأي من كانوا يقدمون لنا تحليلات وتنظيرات أبعد ما تكون عن الواقع، فحتى أسماء الأمراء السعوديين التي ترد في تقارير بعض أولئك المنظرين تكون فيها أخطاء مضحكة على غرار الأفلام الغربية عندما تتناول الشخصيات العربية! فقد تعودنا منذ سنين أن نقرأ تحليلات أقل ما يمكن القول عنها إنها مضحكة، وموغلة في عدم المعرفة، إذ كلما صدر قرار تنظيمي، وبالذات سعودي، تم تفسيره بطرق مناقضة لواقعه تماما، وهذا أمر سمعناه قبل صدور نظام هيئة البيعة، وبعدها.

اختيار الأمير نايف بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء السعودي يعد استكمالا للقرارات السعودية الواضحة في النظام الأساسي للحكم الذي يحظى بوضوح وشفافية تمنح السعوديين استقرارا واطمئنانا لمستقبلهم.

فمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء عرف في عهد الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله الذي اختار وقتها الأمير (الملك) فهد بن عبد العزيز رحمه الله، الذي أقر في عام 1992 نظام الحكم الأساسي في السعودية الذي ينص على أن للملك حق تعيين نائب لرئيس مجلس الوزراء.

وبعد ذلك جاء نظام هيئة البيعة، الذي شكل نقلة كبيرة للسعودية، حيث قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضمن سلسلة من القرارات المفصلية في ترتيب البيت الداخلي السعودي، وبات السعوديون يعرفون بوضوح ملكهم وولي عهدهم، والنائب الثاني.

ولذا فإن قرار الملك عبد الله بتعيين الأمير نايف هو استكمال لقرارات مهمة اتخذها العاهل السعودي منذ تسلمه مقاليد الحكم، ودليل على الاستقرار السعودي، وعلى أن الدولة السعودية تسير في سياق متسق.

والأهم في قرار الملك السعودي هو الشخصية المختارة، فالأمير نايف بن عبد العزيز رجل يضطلع بمهام حساسة جدا، على رأسها ـ خاصة في العقد الأخير ـ الأمن، فهو وزير الداخلية السعودي، وجل قضايانا، بل القضايا العالمية اليوم هي أمنية. وهذا أمر تحقق فيه للأمن السعودي نجاح كبير ومميز شهد له العالم أجمع، لا السعوديون فقط، في كيفية تعامل الأمن السعودي مع قضايا الإرهاب من دون انتهاك حرمة الوطن والمواطن.

الأمير نايف هو رجل الأمن الأول، ورجل دولة بمعنى الكلمة، عرفه السعوديون على كافة المستويات، عن قرب من خلال وزارة الداخلية، ومواسم الحج، وغيرها من الملفات التي أوكل له القيام بها.

رجل خبر وجرب ملفات عدة سياسية دقيقة وشائكة على مدى أعوام طويلة، ومستمع حريص على هموم مواطنه، ومن تعامل معه يعرف تماما سعة صدره، وإيمانه بأهمية الشفافية والتواصل مع الإعلام، والمجتمع السعودي.

لكل هذا فإن اختيار الأمير نايف لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، يعد مبعث ارتياح واستقرار للمملكة العربية السعودية، واستكمالا لترتيب البيت السعودي من الداخل، وهو الأمر الذي يلحظه المراقب للسعودية منذ تولي الملك عبد الله سدة الحكم.

[email protected]