كليوبطرة: ملكة مصر السمراء!

TT

في سنة 1926 اكتشف علماء آثار النمسا جمجمة في إحدى المقابر وعرفوا أن عمرها حوالي ألفي سنة. ودرسوا الجمجمة فوجدوا أنها طويلة وليست مستديرة، أي أنها ليست أوروبية وإنما هي أفريقية. ووجدوا أن صاحبة الجمجمة هي إحدى أخوات كليوبطرة ملكة مصر.. ولم تكن كليوبطرة على علاقة طيبة بأخواتها، بنين وبنات.. فهي تزوجت أخا لها فنفاها إلى سورية.. وتزوجت أخا ثانيا وضعت له السم فمات..

وكليوبطرة كانت في الخامسة والعشرين أو السادسة والعشرين من عمرها. وقد تغنى الشعراء والمؤرخون بذكائها وجمالها وفتنتها، فلا شك في ذلك، وأما إنها جميلة فاختلفت الاجتهادات ولكنها استطاعت، من أجل مصر، أن تتزوج أعظم قادة العالم في ذلك الوقت الواحد بعد الآخر.. وأنجبت عددا من البنين والبنات.

حياتها على شكل مأساة أنيقة.. فقد طلبت من وصيفتها أن تتولى تجميلها كأنها سوف تزف إلى عريس جديد.. وجاء الراهب ومد لها الأفعى التي التفت حول عنقها ولدغتها فماتت في أوج الأناقة والجمال والأبهة..

أما صاحبة الجمجمة فقد تناولها الأثريون النمساويون سنوات طويلة.. وتوقفوا عن البحث في كل سنوات الحرب العالمية الثانية.. واستعانوا بتحليل عظامها بالأشعة.. وإكمال صورتها بالكومبيوتر.. وانتهى العلماء إلى أن صاحبة الجمجمة هي أخت كليوبطرة سمراء اللون.. ملامحها ليست أوروبية وإنما أفريقية. أي أن كليوبطرة أيضا ليست أوروبية تماما. وإنما هي خليط من دماء أوروبية وأفريقية. وهذا واضح في تماثيل كليوبطرة. فهي نحيفة متوسطة القامة.. أما الذكاء وقوة الإرادة فليسا واضحين في ملامحها وإنما في قراراتها، من أجل القوة والسيطرة والنصر من أجل مصر!