أول وآخر أيام عبد الحليم حافظ!

TT

تحتفل الإذاعة والتليفزيون في مصر بمرور 32 عاما على وفاة مطربنا الرقيق الحزين المريض، عبد الحليم حافظ. كان، ولا يزال، من أحب الأصوات إلى قلوبنا. ولا يزال مكانه شاغرا.. وإنْ كانت أعماله أكثر الإنتاج الفني بيعا. وظهر أمام الميكروفون عدد كبير من أدباء ونقاد مصر يتحدثون عن صلتهم بعبد الحليم حافظ. وواضح جدا حبهم له، وحزنهم عليه..

وجاء دوري، فقلت إن عبد الحليم حافظ كانت له أغنية اسمها (على قد الشوق).. من تلحين كمال الطويل.. هذه الأغنية جاءت في أعياد ثورة يوليو، وهي الصاروخ الذي ارتفع بعبد الحليم إلى مدار رفيع للغناء.

وللتاريخ.. كنا نحن نردد هذه الأغنية في سهراتنا، قبل أن يغنيها عبد الحليم. فالموسيقار كمال الطويل قد أعطى هذه الأغنية لمطرب صغير مغمور، فكان يرددها في الكباريهات.. ولأن الكلام واللحن سهل وجميل؛ فكنا نرددها في سهراتنا في فندق «حلمية بالاس»، وكان يشغل المكان الذي أقيمت عليه رئاسة الجمهورية، حتى جاء عبد الحليم، فأصبحت أميرة الأغنيات في ذلك الزمان. ويبدو أن الموسيقار محمد عبد الوهاب لم يطق صبرا على جماهيرية الأغنية؛ فبسرعة قدم أغنية (أنا والعذاب وهواك). وكان كمال الطويل يلعن عبد الوهاب ليلا ونهارا. ويقول «إنه أراد بأغنيته الجميلة هذه أن يحطم أغنيتي، ومعها عبد الحليم أيضا».

ونحن قد كسبنا أغنيتين لصديقين. ولا أحد يعرف كم عدد المرات التي أذيعت فيها الأغنيتان في اليوم الواحد على كل البرامج المصرية والعربية.

ومما كنا نأخذه على الصديق عبد الحليم حافظ أنه كان مجاملا مرهقا لنفسه.. وكان يغنيها في كل حفلة عائلية، وبين أصدقاء، وفي ساعات الليل الصغيرة. وقد أفناه ذلك، وكان عبد الحليم حافظ عليلا!.

ونحن نشفق عليه، ولكنه كان قاسيا على صحته، وطعامه، ونومه، وحياته حتى الموت!.