نايف.. والدولة الناجحة

TT

تمارس الدولة سيادتها في سن التشريعات وتطبيقها، وفي فرض سيطرتها على كامل أراضيها. وتدور السيادة على فكرة أنه لا كيان يطغى على السلطة الشرعية للدولة.

ويطلق مصطلح «الدولة الناجحة» على الدولة التي تقوم بممارسة حقها الشرعي في استخدام قوتها المادية متزامنة مع بسط نفوذها المعنوي داخل حدودها. فإذا تعذر ذلك بسبب هيمنة الميليشيات والأحزاب المسلحة، أو سيطرة الجماعات الإرهابية وعصابات المخدرات.. فإن هذا المصطلح يسقط حينئذ. وتعيش الدولة في حالة شك حتى في الوجود الفعلي لها. على ضوء ذلك تصبح الدولة «دولة فاشلة»، والمتابع للنجاحات الأمنية التي حققتها السعودية في مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات والجهود المبذولة لتحقيق الأمن الفكري، يدرك الجهد والقدرة التي يتمتع بها وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز، التي مكنت السعودية من أن تستمر دولة ناجحة وفقا لتلك المعايير.

و«الدولة الفاشلة» بحسب تعريف مركز أبحاث الأزمات بكلية لندن للدراسات الاقتصادية هي: «حالة انهيار الدولة أو عجزها عن أداء وظائف التنمية الأساسية وحماية أمنها وفرض سيطرتها على أراضيها وحدودها». وقد تطرق عدد من المفكرين والساسة في أطروحاتهم وخطاباتهم إلى مصطلح «الدولة الفاشلة»، ومدى خطورتها على الأمن العالمي وإفشالها لجهود مكافحة الإرهاب.

وللإرادة السياسية دور مهم في خلق البيئة الآمنة المستقرة سياسيا واقتصاديا، اللازمة لتحقيق التنمية المتكاملة، والضامنة لاستمراريتها. ومن يتأمل حال بعض الدول القريبة منا والبعيدة، خلال العقود الماضية، يجدها حققت تقدما اقتصاديا كبيرا لا يمكن أن ينكره أحد، إلا أنها لم تستطع المحافظة على أمنها وسيادتها كما أنه من الصعب أن نحدد ما إذا كان بإمكان هذا التقدم أن يستمر في بعض هذه الدول في ظل غياب الأمن بشقيه المادي والفكري، وعدم قدرة الدولة على امتلاك السيادة الكاملة دون الاعتماد، الكلي أو الجزئي، على جهة أجنبية، خاصة إذا كانت بعض الأحزاب والتنظيمات الناشطة تلجأ أو تسمح بتدخل دول أخرى في صياغة المشهد السياسي والتأثير، المباشر وغير المباشر، على قراراته.

بل إن تلك الأحزاب والتنظيمات استطاعت بما تمتلكه من ميزانيات ضخمة وبنية تحتية منظمة أن تؤثر على الأفراد، باستغلال ظروفهم الاقتصادية والأمنية والفكرية والنفسية. مع تخطيط مسبق لتغييب وعي الفرد، وتحويله إلى آلة في معادلة التشرذم والفرقة، ووسيلة يستخدمونها في نحر جسد الدولة والسيطرة عليها.

لذلك فإن نايف بن عبد العزيز عمل على إثراء وعي المواطن الفرد في السعودية، وترسيخ فكرة الأمن والاستقرار اللذين لا يتأتيان إلا بتوفر الأمن الفكري والاستقرار الاجتماعي والسياسي، في ظل وحدة الدولة وتمتعها بسيادتها الكاملة، فبالإرادة السياسية للملك عبد الله بن عبد العزيز، وبالثقة التي أولاها للأمير نايف للتصدي للمهام الجسام سابقا ولاحقا، جعلته يعمل بحزم وحنكة للمحافظة على مشروع الدولة الناجحة.

فلا غرابة إذن في أن يشكل نايف بن عبد العزيز المعادلة الأصعب، التي تقف دائما في وجه خصوم الدولة السعودية الذين يراهنون على فشلها.

[email protected]