نعم.. يا (فرفور)

TT

أسخف سؤال سألته في حياتي ثم ندمت عليه فيما بعد، كان عندما سألت شيخاً عجوزاً تجاوز الثانية والتسعين من عمره، قائلا له بكل غباء منقطع النظير «هل تمتعت يا عم في حياتك بطفولة سعيدة؟!».

فأجابني بكل براءة وسعادة وهو يضحك «حتى الآن، نعم، يا (فرفور)».

* * *

إنهم يؤكدون أنه في عام 1850 كانت نسبة 94 في المائة من الطاقة تأتي من عضلات الإنسان والحيوان، أما اليوم فهناك أقل من واحد في المائة يأتي من هذا المصدر، ومع ذلك فنحن نجد صعوبة في تحريك إصبع واحدة من جسدنا.

وسؤالي الأكثر غباء من سؤالي الأول هو «أي إصبع من الأصابع هم يقصدون؟!».

* * *

كنت سائراً (أتبختر) في شارع (الكنغز رود) بلندن، وأمامي مباشرة كان يسير جندي بملابسه العسكرية، وتحت إبطه الأيسر رزمه كبيرة من الأوراق، وبيده اليمنى تفاحة حمراء يقضمها طوال مشيته. ولمحت ضابطاً يواجهنا ويقترب منا، وحيث إنه في (البروتوكول) العسكري، لا بد لصاحب الرتبة العسكرية الصغيرة من أن يؤدي التحية لصاحب الرتبة الأكبر منه مهما كان، فقد احترت.. كيف سوف يتصرف ذلك الجندي؟!،

غير أن حيرتي لم تستمر طويلاً، لأن ذلك الجندي (السمارت)، قبل أن يصل إليه الضابط بحوالي ست أو خمس خطوات، إذا به يقذف بالتفاحة عالياً في الهواء، ثم يؤدي التحية على عجل، ثم عاد والتقط التفاحة قبل أن تسقط على الرصيف، دون أن تتأثر مشيته.

ولمحت الضابط يرد له التحية وهو يبتسم، ويرفع حاجبيه إعجاباً وتعجباً من هذا التصرف الذكي.

* * *

قال لي «إن النساء هن كالأسلحة النارية، يظهر خطرها حين تقع في أيدٍ غير مجّربة».

عندما سمعت حكمته هذه؛ لم أملك إلاّ أن أقول له «ها، ها، ها».

وهذه الضحكة هي الأولى لي قبل شهر من الآن، وسوف تتلوها الأخرى، إن شاء الله، بعد شهر من الآن. وإنني ـ على فكرة ـ لا أضحك في السنة الواحدة غير اثنتي عشرة ضحكة ونصف الضحكة فقط لا غير، والنصف الزائد هذا أحتفظ به لمناسبة (رأس السنة)، أما البكاء فهو يومياً، ولكن بدون دموع.

[email protected]