الوحيدة التي تذكرت

TT

تجاهلت مصر الذكرى الثلاثين لمعاهدة كامب ديفيد فيما أشبعتها إسرائيل دراسات وشهادات. لكن يبدو أن السيدة جيهان السادات أبت أن تمر المناسبة من دون أن تقيم «جردة حساب» مع عدة فرقاء، خصوصاً الذين كانوا الأكثر ترحيباً في اغتيال زوجها.

يقدم ناشر كتابها الجديد «أملي بالسلام» المؤلفة، على أنها أستاذة في جامعة ماريلاند وأم لأربعة وجدة لأحد عشر حفيداً وثمانية أحفاد أحفاد. وتقضي جيهان السادات وقتها ما بين التدريب وإلقاء المحاضرات في الولايات المتحدة وما بين الإقامة في مصر. ويبدو أن ذكرى مرور ثلاثين عاماً على كامب ديفيد كانت مناسبة لثأر شخصي انتظرته طويلاً.

تقول «إنه بدل أن يكون موت السادات وقفة تأمل أو نسيان ازدادت حدة الهجمات عليه. فقد ابتهج الزعيم الفلسطيني صلاح خلف (أبو إياد) وقال «إن إطلاق النار على السادات هو إطلاق النار على أبشع مرحلة في التاريخ العربي». ووصف نايف حواتمة الاغتيال «بأنه الباب إلى إنهاء النزاع وعودة مصر الثورية إلى الجبهة الأمامية ضد الصهيونية والإمبريالية الأميركية». «أما ياسر عرفات فقد هنأ قتلة الخائن أنور السادات في إحدى خطبه قائلا: إن هذه العملية التي قام بها الشعب المصري تؤكد أن هذا الشعب لا يمكن أن يسامح من تخلى عن القدس والذي طعن القضية الفلسطينية ومد يده ليوقع معاهدة كامب ديفيد الخادعة ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية. هذه هي رسالة شعب عبد الناصر وجيشه».

بعد سنوات تصغي المؤلفة إلى السيدة حنان عشراوي تقول في مقابلة على تلفزيون أميركي «إن الوقت قد حان للتطبيق الكامل لبنود معاهدة كامب ديفيد». ثم في العام 1993، تدعى جيهان السادات، إلى جانب جيمي كارتر، أب كامب ديفيد، إلى حفل خاص جداً في البيت الأبيض. هنا سوف ترى عن قريب، ياسر عرفات يصافح إسحق رابين. بعد فترة سوف ترى صورة عرفات يؤدي التحية لجثمان رابين «الذي سقط بعد السادات».

تتوقف لتتذكر ما تعرضت له في الصحافة العربية والصحافة المصرية. فمن قال إنها ترسل طائرة هيلكوبتر لشراء حاجياتها كل يوم، ومن قال إن شهادتها الجامعية مزورة، ومن قال إنها تملك 12 شقة في القاهرة ومنازل حول العالم. وأما برنامجها اليومي الآن فهو، إلى جانب التدريس، أن تذهب بنفسها إلى البقال لشراء حاجياتها.

ذات مرة كنت مع عائلتي في مخازن «كارفور» في بلدة أنتيب الفرنسية، عندما شاهدت سيدة تتمشى أمامنا بين الرفوف. وخيِّل إليّ أنني رأيت هذا الوجه في مكان ما من قبل. وقد تذكرت زوجتي السيدة من مجلات التألق. وهمست، إنها فرح ديبا.