عبد الحليم حافظ.. والزعيم الشيوعي!

TT

وفي يوم قال لي عبد الحليم حافظ إن كمال الطويل يريد أن يسمع صوتي. وتحدد لنا موعد. وذهبت إليه. وبينما نحن نتناول الغداء سمعنا طرقا عنيفا على الباب. وكان الطارق هو البوليس فاختطف من بيننا الأستاذ صلاح حافظ الزعيم الشيوعي. أرق الشيوعيين وألطفهم وأكثرهم أدبا. صحيح نحن مختلفان تماما ولكنه عف اللسان وفي غاية الرقة.

وانزعجت في ذلك اليوم. ووجدتها بداية سيئة، هذا إذا كان في نيتي أن أتفرغ للغناء، بشرط أن يسمعني محمد عبد الوهاب..

واتفقنا على أن نذهب نحن الأربعة إلى عبد الوهاب: كمال الطويل وعبد الحليم حافظ والشاعر الغنائي مأمون الشناوي وأنا..

وذهبنا. فوجدنا عبد الوهاب جالسا ومعه العود يتابع فتاة ريفية تغني له (عاشق الروح). وكان عبد الوهاب يلاحقها بعبارة يا ثلام (يا سلام) الله يا خدوجة.. يا ثلام..

ولم يكن صوتها جميلا. فهمست في أذن عبد الحليم: كيف يقول لها يا ثلام وصوتها هزيل؟ فرد عبد الحليم قائلا عبارة جعلتني أفيق من خيال وأحلام ليس لها مبرر: ألا تعرف أن عبد الوهاب مجامل!

لم أكن أعرف، وقلت: معنى هذا أن يقول يا ثلام فأترك الصحافة والتدريس في الجامعة وأتسول في شوارع الغناء..

وانسحبت ولا أعرف إن كانت خطوتي ثقيلة لأنني خائب الأمل أو أنني خيبة الأمل. وظهرت في التليفزيون أحكي ما حدث. وتضايق عبد الوهاب. وكان لا بد من أن يظهر محمد عبد الوهاب في التليفزيون يحكي ما حدث ومما قاله عبد الوهاب: على كل حال كل شيء انتهي. وإذا كان أنيس منصور خسارة على الطرب فهو مكسب للأدب!