نهاية هيمنة الدولار؟

TT

هل يشعر الصينيون بمجرد القلق بشأن القيمة المتراجعة لأذون الخزانة الأميركية، التي بحوزتهم والبالغ قوامها 1.4 تريليون دولار، أم أنهم يضمرون في أنفسهم شيئا ما؟ هذا هو التساؤل الكبير، ولذا دعا نادى تشو شياو تشوان، محافظ بنك الشعب الصيني، إلى التخلي عن الدولار الأميركي كعملة مهيمنة في العالم، واستبداله بنوع آخر، المؤشرات يتحكم فيها صندوق النقد الدولي.

وظهرت أطروحة تشو، في مقال على الموقع الإليكتروني لبنك الشعب الصيني، وهو البنك المركزي الصيني. ومن الواضح أن هذا التوقيت قد اختير بعناية حتى تنعكس آثار هذه الأطروحة على اجتماع مجموعة العشرين، في لندن.

ووصف تشو في مقاله، استخدام الدولار كعملة معيارية عالميا للمعاملات التجارية أصبح «بأنها حالة خاصة ونادرة في التاريخ»، وحث على توجيه «الإصلاح الابتكاري للنظام النقدي الدولي الحالي تجاه عملة احتياطي دولية». وتابع تشو موضحا أن عملة الاحتياطي، التي يديرها صندوق النقد الدولي، يتعين أن «يتم فصلها عن الدول بمفردها، وأن يكون بمقدورها أن تظل ثابتة على المدى البعيد». وفي هذا المقام، بات واضحا أنه يتحدث عن تصويت بسحب الثقة من مستقبل الاقتصاد الأميركي!

وعلى ما يبدو أن القادة الصينيين قلقون من أن تضر الأعمال التي تم اتخاذها في الولايات المتحدة لانتشال الاقتصاد الأميركي من الركود بالصين. وبناء عليه، عبروا عن مخاوفهم حيال سندات الخزانة الأميركية، التي تمتلكها الصين والبالغ قوامها 1.4 تريليون دولار.

جدير بالذكر، أنه في 13 مارس (آذار) الماضي، صرح وين جياباو، رئيس الوزراء الصين، للصحافيين بأنه قلق على أمن الأصول التي تملكها الصين بالدولار الأميركي في الولايات المتحدة، وألمح إلى فكرة أنه يتعين على الولايات المتحدة ضمان استثمارات الصين.

وبعد ذلك بأيام قليلة، ثارت حفيظة المسؤولين الصينيين بعدما أعلن بين بيرنانكي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، بأن البنك سيشتري أسهم سندات الخزانة بمئات المليارات؛ وهو ما يخشى القادة الصينيون من أن يؤدي إلى التضخم، ومن ثم يؤدي بعد ذلك إلى انخفاض أكبر في قيمة المحفظة المالية الخاصة بالصين. (ومن الواضح جليا أن المحفظة الأجنبية الخاصة بالصين قد تلقت ضربة كبيرة، إذ تكبدت معاملات الأسهم الأجنبية الكبرى والاستثمارات، التي تمت فيما بين عامي 2007 ـ 2008 خسائر قدرت بمليارات، حسبما أفادت كل التقارير).

وعليه، كما يقولون، إذا كنت مدينا لك بـ1000 دولار، فإنها مشكلتي. أما إذا كنت مدينا إليك بتريليون دولار، فإنها مشكلتنا جميعا.

*خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»