تميز ملك.. وسبق صحيفة

TT

السبق الصحافي لا يقبل التأجيل، ذلك ما فعلته صحيفة «الشرق الأوسط» السبت الماضي، حينما كانت السباقة إلى ترجمة ونشر مقال خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، المعنون بـ«التفاؤل والعزم»، نقلا عن مجلة «فيرست»، في مبادرة هي الأولى من نوعها في صحافتنا العربية، التي لم تألف أن يكون من بين كتابها قادة دول يكتبون جنبا إلى جنب مع كتابها الآخرين، لكنها «الشرق الأوسط»، الصحيفة التي تؤسس لصحافة تتناغم مع إيقاع العصر، ومتغيرات الزمن، ما كان لها أن تفوت شرف احتضان إيقاعات يراع ملك آمن بدور الكلمة في التواصل، والتفاعل بين الثقافات، فآثر أن يودع الكلمات فكره، ورؤاه، وقناعاته لتحملها إلى عيون العالم وثائق صدق، ومرآة ضمير، ودواخل إنسان.

لقد عكس مقال خادم الحرمين الشريفين، مسؤولية السعودية كعضو في المجتمع الدولي، وبصورة خاصة مسؤوليتها تجاه الدول النامية، والتزامها بمساعدة تلك الدول للتغلب على الآثار السلبية التي سببتها الأزمة الاقتصادية العالمية، ويلامس المقال حقيقة هامة، وهي أن السعودية رغم كونها دولة نامية، فإن المساعدات التي تقدمها تتجاوز مستهدف الأمم المتحدة بالنسبة للدول المتقدمة، كما يربط المقال بين التفاؤل، وبين الإصرار الواضح، والقوي على تبني السياسات والإجراءات الضرورية لتجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة، والتعلم من التجربة على معالجة جذور المشكلة لمنع تكرارها.

وكانت تفاعلات قراء «الشرق الأوسط»، ومداخلاتهم استطلاعا حقيقيا لمكان ومكانة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، على المستوى العربي والعالمي، فخارطة المداخلات التي بلغت رقما قياسيا لم تقتصر على قراء الصحيفة في العالم العربي، بل ضمت إلى جانبهم قراء يعيشون في أستراليا، وكندا، وأميركا، وروسيا، والكثير من الدول الأوربية، وتتفق جميعها على الإعجاب بتميز الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتقديرها لدوره الإنساني الكبير، فهذا قارئ من اليمن كتب يقول: «ما عرفت في حياتي أن أمدح رئيسا أو ملكا، لكن الكبير يفرض نفسه، وكم أنت كبير أيها الملك العربي»، ومثله فعل القراء الآخرون.

وباختصار: لقد فتح المقال نوافذ التعبير، فانهالت مشاعر الصدق كلمات وفاء تجاه قائد من نوع فريد ونادر، اتسعت مساحة المسؤولية في داخله لتحتضن هموم العالم، فغدا الفنار، الذي تبحر إليه مراكب الرجاء مطمئنة.

[email protected]