عبد الحليم حافظ.. والفتاة الجميلة!

TT

الصدفة أوقعت في يدي خطابات كتبها عبد الحليم حافظ لفتاة جميلة.. وهناك ألوف الجميلات يحلمن به ويتمنين نظرة أو كلمة.. وعبد الحليم يتمنى ذلك أيضا. ولكن الفن لا يقبل شريكا من المعجبات والمعجبين. يظل الفنان يتعذب ويأكل بعضه بعضا حتى يتلاشى سنة بعد سنة. ومرضا بعد مرض.. هنا في المعدة وهنا في الكبد.. وهنا في كل الجسم وكل الأعصاب وكل العيون التي تراه وتبكي عليه أمامه ومن خلفه..

قرأت الخطابات فساءني ذلك فهي خطابات محب، عاشق محروم، وفي ساعة ضعف ـ ومن ذا الذي لا يضعف ويقول كلاما جميلا حزينا يائسا ـ ونظرت إلى الفتاة الجميلة وسمعت كلامها ووجدت أنها تستخف بما قال عبد الحليم وما دار بينهما أو ما حدث ـ إن كان شيء قد حدث.. ولما علمت أن لها قريبا صحفيا.. تحايلت عليها حتى أخذت كل الخطابات بدعوى أن أقرأها لعلي أنشرها مع تعريف بالمحبوبة دون ذكر لاسمها. ولأنها زوجة لشخصية مهمة وأم لثلاثة من الأولاد..

ولم يكن في نيتي نشر هذه الخطابات بأية صورة. ولكن لا أعرف ما الذي أصنعه بها.. فإن أصبح لعبد الحليم حافظ متحف، فمن الممكن إيداع هذه الخطابات دون تعريف بالجميلة التي لم تبادله الحب أو بادلته.. أو لعلها تكون قد كتبت له.. وإن كانت قد أقسمت لي أنها لم تكتب له سطرا واحدا؟!

واتصلت بصديقي الشاعر الغنائي محمد حمزة. ولم أجده وتركت اسمي. ثم عدلت نهائيا عن الكلام في هذا الموضوع الخاص جدا الذي له طعم الفضيحة. فعبد الحليم لا يستحق هذه الإهانة. وهي لا تستحق هذا التكريم!