يوم الصحة العالمي.. وخدمات الطوارئ

TT

في السابع من أبريل(نيسان) من كل عام يحتفل بيوم الصحة العالمي، لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية في 7 أبريل عام 1948، وتستغل المنظمة فرصة الاحتفال كل عام لتسليط الضوء على مجال صحي مهم وتنمية الوعي بإحدى القضايا الصحية العالمية المهمة.

وفي هذا العام يركز يوم الصحة العالمي على مجال مهم وهو «المرافق الصحية في حالات الطوارئ»، وتشمل المرافق الصحية جميع المؤسسات التي توفر خدمات الرعاية الصحية من مستشفيات ومراكز رعاية صحية وعيادات محلية، ففي أثناء الأزمات والكوارث تبرز أهمية المرافق الصحية وضمان استعدادها وتكيفها لتأدية وظائفها المناسبة مع هذه الأخطار والأزمات، من حيث مدى تأهب العاملين الصحيين لتقديم خدمات العلاج للمواطنين المتضررين أثناء الطوارئ وعقب الأزمات مباشرة، وبخاصة توفير الاحتياجات الطبية اليومية.

وفي أي دولة في العالم يمكن الحكم على معايير كفاءة وجودة أداء الخدمات الصحية من خلال ما يقدم للمرضى والأفراد وبخاصة في حالات الطوارئ، فإنقاذ حياة الفرد له أولوية عاجلة وقصوى.

وفي إطار الاحتفال بيوم الصحة العالمي هذا العام، تسعى منظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية المشاركة لإبراز أهمية الاستثمار في البنية التحتية الصحية القادرة على الصمود أمام الأخطار والأزمات، وتوفير الخدمات لذوي الاحتياجات العاجلة، من خلال تبني سلسلة من أفضل الممارسات والأساليب الفعالة التي يجب اتخاذها مسبقاً ويمكن تنفيذها في أي مكان مهما كانت موارده، للحفاظ على سلامة المستشفيات والمرافق الصحية أثناء الطوارئ، وتتراوح هذه الأساليب بين نظم الإنذار المبكر وتقييم سلامة المستشفيات والمرافق الصحية وتأمين الوصول إليها وأساليب حماية المعدات والإمدادات الطبية، وتأهيل وتدريب العاملين لسرعة التعامل ومعالجة حالات الإصابات وبخاصة الجماعية، واتباع أساليب مكافحة العدوى.

إن الاحتفال بيوم الصحة العالمي مناسبة لفتح ومراجعة ملف إدارة خدمات الطوارئ في مستشفياتنا ومرافقنا الصحية، من حيث عدد أسرة الطوارئ، وتعذر أقسام الطوارئ استقبال بعض الحالات لعدم وجود الأسرة، ومدى التنسيق بين المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، وعدد المختصين في طب الطوارئ، ومدى تأهيلهم ومهاراتهم الخاصة في إنقاذ حياة المصابين والمرضى، وخدمات الإسعاف الطائر الذي يمكنه فرز ونقل الحالات العاجلة بسرعة فائقة.

لقد أصبح هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات عاجلة لدعم المستشفيات والمرافق الصحية لجعلها أكثر أمناً وسلامة وتشجيع الابتكارات والتصميمات عالية المردود التي تجعلها تعمل بكفاءة أثناء الطوارئ، فالمستشفيات الآمنة خطوة مهمة تجاه توفير الرعاية الصحية في أوقات الأزمات، مع ضرورة إرسال بعثات ميدانية أثناء الطوارئ لجمع المعلومات والبيانات، لاستخلاص الدروس المستفادة منها في حالات الأزمات مستقبلا، مع أهمية إدراج موضوع «السلامة والاستعداد للطوارئ في المرافق الصحية» ضمن المناهج التعليمية والتدريبية في المدارس والجامعات وإعداد دورات ونماذج تدريبية للاستعداد للطوارئ، وهناك أهمية أيضاً لإعداد خطط وبرامج خاصة فعالة ـ وتحديثها باستمرار ـ بالمستشفيات والمرافق الصحية حول إدارة ومواجهة أخطار الطوارئ، وكذلك الدور الحيوي لوسائل الإعلام في رفع مستوى الوعي الجماهيري حول أهمية الاستعداد والمشاركة في حالات الأزمات والطوارئ.

*كاتبة وباحثة مصرية

في الشؤون العلمية