..وكان علاجهم فنجان القهوة!

TT

عندنا في الريف المصري إذا شربوا القهوة قلبوا الفنجان، ووضعوا عليه بقايا البن وهم يقولون: «يا قهوة يا شاذلية دلينا على اللي في النية». سمعت ذلك من أمي ومن جدتي ومن قريبات كثيرات. ولا واحدة منهن تعرف ما المعنى. ولا من هو الشاذلي الذي نسبت إليه القهوة والقدرة على معرفة المستقبل..

وفي بعض الأحيان يسألونك: تحبها سادة ولا شاذلية.

ويبدو أن الشاذلية قليلة السكر. وأن لها وجها وأنها خفيفة. ولم أسأل أحدا عن دلالة هذه الطقوس ولا من أين جاءت إلينا. إنني أعرف أن الشاي أتى به طلبة الأزهر المغاربة. ولم نكن في مصر نعرف الشاي.. أما القهوة فقد جاءت إلينا مع التجار والبحارة من الجزيرة العربية ومن اليمن ومن الحبشة.

أما الشاذلي هذا فهو الشيخ علي الشاذلي وهو يمني. وقد كان يداوي الناس بالبن. وكان البن يسعفه في تخفيف الصداع وآلام أخرى.

وكان الناس يصدقونه فلا يكاد الواحد يشكو إليه من شيء حتى يعالجه بفنجان القهوة. وبسرعة يختفي الألم. وصارت القهوة علاجا شافيا من أمراض كثيرة.. ثم إنها تجلو الفكر وتضيء العقل. وكان الصوفية يشربون القهوة حتى لا يناموا..

ولما مات الشيخ الشاذلي أقاموا فوق قبره مسجدا يزوره الناس ويتبركون به ويطلبون الشفاء على يديه، بشرط أن يكونوا قد شربوا القهوة وطلبوا إليه أن يدلهم على ما سوف يحدث لهم في مستقبل الأيام. فالفنجان ـ ببركة الشاذلي ـ قد سجل على جدرانه كل شيء؟!