ما الذي يجمع بين حسن نصر الله وأسامة بن لادن؟ كلاهما لا يؤمن بالدول والحدود والقوانين الدولية، ولا يتحرك رجالهما إلا كخلايا نائمة، حيث وصل رجال أسامة إلى أميركا، ووصل رجال بن نصر الله إلى مصر!
فزعيم حزب الله يفخر بجريمته التي انتهك فيها الحدود المصرية بحجة دعم الفلسطينيين، متجاهلا السيادة، ومتجاهلا أن في مصر حكومة وأجهزة، وفوق كل ذلك أن مصر ليست وكالة من دون بواب حتى يوفد لها السلطان حسن نصر الله رجاله وجيوشه.
حديث نصر الله، أول من أمس، كان مسلسلا مستمراً لسكرة القوة التي أعمت زعيم الحزب، حيث حرّف وضلل في المعلومات بشكل مستمر. فهو يقول إنه يكرر وللمرة الخامسة أنه لا يريد من أحد شيئاً «اتركونا في حالنا كما قلت في حرب 2006». وهذا غير صحيح، فما قاله بن نصر الله في تلك الحرب هو أنه على من يحب لبنان إيقاف هذه الحرب، كما يقول إنه لا يتدخل في الدول الأخرى، والسؤال هنا: لماذا تفاوضه بريطانيا على رهائن في العراق ومن ضمنهم قيادي لحزب الله، مما يثير السؤال: ما الذي كان يفعله هذا القيادي في بغداد.
كذلك اتهم بن نصر الله، في حديثه الأخير، الصحافة، التي أسماها الخليجية، حول دور حزبه في البحرين، وتناسى أن التهم وُجهت لحزبه ليس من الصحافة بل من وزير داخلية مملكة البحرين. أما قضية القضايا فهي العلاقة مع إيران، حيث يقول بن نصر الله إن العلاقة مع طهران مبنية على الاحترام، والصحيح أنها مبنية على التبعية. فبن نصر الله نفسه قالها على رؤوس الأشهاد في خطابه في 26 مايو (أيار) 2008 بأنه يفخر أن يكون فرداً في حزب الولي الفقيه، ولذا دائماً ما نقول إن بن نصر الله لا يشبهنا أبداً!
أما عن الطائفية والتشيع، بحسب بن نصر الله، فكلنا يعرف أنه طائفي حتى النخاع، ويكفي ما فعله ورجاله بسُنة بيروت في انقلاب السابع من أيار. وفي محاولة للتنصل من الشبهة الطائفية وقع بن نصر الله في فخ أكبر، حين قال إنه لا يشبه «القاعدة» مضيفاً «مع الاعتذار لتنظيم القاعدة»!
خطاب نصر الله لا يعني الكثير لمن يعرف خطورة هذا الحزب، لكنه دليل جديد لمن ظل ينكر خطورة هذا الحزب ويدافع عنه سواء في مصر أو في دولنا العربية، كما أن خطابه ورطة للوبي الإيراني في القاهرة، فما الذي سيقولونه الآن، وتحديداً مثقفي إيران المصريين؟
خطورة بن نصر الله، ومن هم على شاكلته، أنهم يسعون للإطاحة بالحكومات، وخلق مناطق فوضى تابعة لإيران داخل أراضينا العربية، لتصبح دولنا على غرار لبنان، حيث لا هيبة للسلطة، أو الدولة ككل. وبالتالي تصبح دولنا مرتعاً للسلاح والعنف. والعذر حاضر بالطبع وهو الدفاع عن فلسطين، كما قال بن نصر الله، وهو العذر نفسه الذي استخدمه صدام حسين يوم احتلال الكويت، والذي استخدمه بن لادن بعد أن عاث فساداً في بلداننا والعالم، كما استخدمه طابور من مجرمينا.