لا تلوموا حزب الله بل حماس

TT

أخطأت السهام طريقها بهجومها الإعلامي الكاسح ضد حزب الله بعد أن اعترف زعيمه السيد حسن نصر الله بأن المقبوض عليه، المسؤول عن إدارة الخلية السرية في مصر، هو بالفعل عضو في الحزب. المذنب الذي يستحق اللوم هو تنظيم حماس، لأنه ليس خصما، لكنه طرف دائم في التعامل مع الفرق المتورطة، مثل الحزب وإيران.

حزب الله عرف نفسه صراحة، وعلى لسان أمينه العام نصر الله، بأنه يتلقى تعليماته من إيران، وتاريخه المعاصر يشهد على أنه مخلب لإيران. فقد سبق أن كان طرفا في خطف طائرة كويتية، وتفجير في مدينة الخبر السعودية، إضافة إلى عشرات العمليات في وسط دائرة الصراع مع إيران وخارج منطقة النزاع مع إسرائيل.

وبالتالي لا تثريب على حزب الله، لأنك لا تستطيع أن تنكر على خصم أن يتآمر عليك، فما بالك إذا كان الحزب ليس إلا ذراعا عسكرية لطهران. وأنا لا شك عندي أن طهران تريد في المرحلة الحالية الوصول إلى إحدى ثلاث نتائج، إما إسقاط النظام المصري، وهذا أمر مستحيل، أو زعزعة الوضع الداخلي وإشغاله، وهو أمر ممكن لكنه مكلف وخطير النتائج، أو إضعاف النظام سياسيا من خلال تخويفه وزيادة الضغوط عليه حتى يكف عن مواجهة الإيرانيين في المنطقة. فلمصر دور أساسي في موازنة إيران في الخليج والسودان وفلسطين والأردن.

المريح في التعامل مع حزب الله أنه جاهر بالاعتراف بتورطه، وأقر بعلاقته بأحد عشر شخصا من المقبوض عليهم، رئيسهم سامي شهاب موظف في الحزب وليس مجندا حديثا. اعترافه هز المصريين الذين لم يصدقوا الرواية الرسمية بأن هناك خلية أصلا، ولم يتخيلوا أن يرسل حزب الله عملاء إلى بلدهم، وبالطبع لم يتخيلوا أن يتجرأ بإرسال سلاح يهرب. لا تهم بقية القصة فالتعلل بقضية فلسطين ومواجهة إسرائيل لن تقنع المصدومين بأن من حق حزب الله أن ينظم خلايا سرية ويهرب أسلحة. فحزب الله لا يسكن بعيدا في موريتانيا، بل مقره في لبنان، ويسيطر على مناطق كاملة محاذية لإسرائيل. كما أنه رغم مزاعمه بأنه يريد استهداف إسرائيل، لا يتجرأ أن يهرب بندقية واحدة من الأراضي السورية إلى الجولان وفلسطين المحتلة، المغلقة حدودها منذ عام 73. وبالتالي لا يعقل أن يأخذ أي مصري بحسن النية اختراق حزب الله الأراضي المصرية وتشكيل خلايا مسلحة سرية إلا في إطار الصراع الإيراني في المنطقة.

السؤال: ما هو دور حماس التي تتعامل بشكل ساذج أو متواطئ مع المحور الإيراني؟ فإنكار علاقتها بالخلية لا يكفي، فهي بكل أسف تظل متورطة سياسيا في استهداف مصر. والمعنيون يرون كيف تجاوزت حماس كل الأصول، وأنها صارت تستخدم من قبل أطراف لديها أجندة سياسية عدائية ضد كثير من الدول العربية الرئيسية. الهدف هنا مصر وليس تحرير غزة. استهداف مصر بتوريطها في حرب مع إسرائيل، الحرب التي تتحاشها سورية، وكذلك حزب الله، رغم وجود أراض محتلة لهما. إيران، بذراع حزب الله وذريعة العلاقة مع حماس استهدفت مصر، تريد زعزعة النظام وحرضت على الانقلاب عليه من الداخل.

[email protected]