انظروا من يدافع عن حزب الله

TT

كان المتوقع أن يعتبر أمن مصر، وعدم المس بسيادتها وسلامة أراضيها خطاً أحمر للجميع، وإن تباينت الرؤى مع القاهرة، لكن المفاجأة أن هناك من يحاول التشاطر في تبرير فعلة خلايا حزب الله في مصر.

ومن المهم رصد المدافعين عن بن نصر الله، وخلاياه النائمة في مصر، وهي ليست الأولى، فخلايا الحزب منتشرة في مناطق مهمة من العالم العربي، وآخر المعلومات التي أنيط اللثام عنها أن سامي شهاب هو زعيم خلية «دول الطوق»، أي مصر وسورية والأردن.

وهنا، من المهم التذكير بالخلية التي كُشف عنها في البحرين، وكذلك العودة إلى اعترافات محمد العوفي، الذي سلم نفسه للأمن السعودي، والتوقف طويلا أمام الفقرات التي حذفت منها أسماء أربع دول سهلت عمل «القاعدة» في منطقتنا وتعاونت مع الحوثيين في اليمن، لكي نفهم العلاقة بين الإرهابيين في منطقتنا.

وعودة إلى موضوع مصر، فبدلا من استنكار مخططات خلايا حزب الله في القاهرة، هبّ البعض للدفاع عن حزب الله الإيراني وتبرير جرائمه بحق مصر، في عملية تبسيط وتسطيح لخطورة ما حدث، وخطورة انتهاك سيادة دولة عربية. لكن من هم المدافعون عن الحزب؟

الإجابة لا تحتاج إلى ذكاء مفرط، أو رجم بالغيب، فالمدافعون هم سورية وإيران وحركة حماس و«الإخوان المسلمين» في مصر، نفسه مربع حمالة الحطب، في كل أزمة تعصف بنا وبدولنا.

فمرشد الإخوان مهدي عاكف استمر في دفاعه عن حزب الله، وزعيمه، معتبراً أن كل ما يقال عن مخططات حزب الله الإرهابية في مصر تهريج، وبالطبع فإن هذا أمر غير مستغرب على من قال من قبل «طز في مصر».

وعلى هدي الجماعة الأم خرجت حركة حماس الإخوانية ببيان أعلنت فيه تضامنها مع حزب الله ضد ما وصفته بـ«الحملة القاسية»، واعتبرت أن تهريب السلاح ليس تهمة، بل شرف، أي إن حماس دمشق ترى أن انتهاك سيادة الدول العربية ليس جريمة، بل شرف!

أما إيرانياً، فقد هب علي لاريجاني مدافعاً عن حزب طهران وقدم أعذاراً لا يمكن وصفها إلا بالساذجة، حيث يقول إن الهدف من التصريحات المصرية هو ضرب حزب الله في الانتخابات اللبنانية.

والسؤال هنا: إذا كان حزب الله لبنانياً، كما يدعي، فلماذا تهب إيران ومن خلال رئيس مجلس الشورى للدفاع عن حسن نصر الله، أم أن كل همّ طهران هو الدفاع عن ذراعها المسلحة في لبنان؟

وفيما يختص بالسوريين، فقد بدأ إعلامهم يربط بين مصر وإسرائيل في استهداف «المقاومة»، وهو أمر مكرور لا يتقنه إلا الإعلام السوري، على الرغم من أنه بمقدور دمشق تلقين المصريين وغيرهم درساً في حماية «المقاومة». وبإمكان سورية فعل ذلك بكل بساطة، وبالطبع ليس عن طريق تهريب السلاح من الجولان، بل من خلال الكشف عن من اغتال عماد مغنية في عاصمة المقاومة دمشق، خصوصاً أنه قيادي بارز في حزب الله الإيراني!.

[email protected]