هل الأميركي على رأسه ريشة؟!

TT

هل من حق الأميركي أن يضع على رأسه ريشه تميزه عن بقية خلق الله؟! قبل الإجابة دعونا نتذكر أن القراصنة يختطفون أسبوعيا عددا من البحارة من مختلف الجنسيات، فيكتفي العالم بشجب القرصنة، ولعن القراصنة، قبل أن تستسلم الدول في النهاية، وتخضع لقانون مجرمي البحار بتقديم الفدية لإطلاق بحارتها، وتحرير سفنها المحتجزة، لكن احتجاز أميركي واحد، هو القبطان ريتشارد فيليبس، قبطان حاملة الحاويات مايرسك الاباما أقام ثائرة الأميركيين، ولم يقعدها، فانطلقت الطائرات، والبوارج تتعقب القراصنة في عقر شواطئهم، ولم يهدأ لهم بال، حتى تم تحرير القبطان، وقتل ثلاثة من القراصنة، واعتقال الرابع، وما كان ذلك لولا الإيمان بقيمة الإنسان الأميركي في دولته، والاعتراف بمكانته، فاختطاف بحار أميركي واحد في البحار البعيدة يتحول في لحظة إلى قضية رأي عام ينشغل بها كل الأميركيين، من الرئيس أوباما، وجهاز إدارته في البيت الأبيض إلى الأميركي العادي في شوارع المدن الخلفية.

وأميركا ليست وحدها القوية التي تمتلك البوارج البحرية، والطائرات الحربية لتخليص رعاياها من قبضة القراصنة، فثمة من لا يقل عنها قوة من الدول الغربية والشرقية، ولا يختلف عنها شأنا، لكن المختلف هنا قيمة المواطن في ثقافة مجتمعه، وأميركا ـ رضي خصومها أم لم يرضوا ـ تثبت كل يوم أن مواطنها ـ في عيونها ـ هو الأغلى، والأهم، والأعظم، الذي ينبغي على العالم أن يحرص على سلامته، وحريته، وأمنه، في الوقت الذي لا تساوي قيمة الكثيرين من مواطني العالم حينما يختطفون أكثر من الشجب، والاستنكار، والتعبير عن الغضب.

ولو أن كل دولة ـ تمتلك القدرة ـ تفعل ما فعلته أميركا، حينما يتعرض مواطنوها للاختطاف أو الحجز لما بقي على سطح البحار قرصان يهدد المراكب المبحرة، ولكنها قيمة الإنسان التي تفاوتت بين ثقافة وأخرى، وبين دولة ودولة، وبالتالي يمكن الإجابة عن السؤال، الذي بدأت به مقالي، والقول إن المواطن الأميركي حقاً يمكن أن يضع على رأسه ريشة ليتميز بها عن الآخرين من عباد الله، بمن فيهم مواطنو الدول العظمى الأخرى مثل: روسيا، والصين، وبريطانيا، واليابان، وغيرها.

فمن غيرها فعل ما فعلته؟!

[email protected]