اللهم احمنا من أنفسنا ومن أمريكا!

TT

يبدو أن الكرة الأرضية سوف تحترق وتغرق في نفس الوقت. كيف؟، فثاني أكسيد وأول أكسيد الكربون الذي اتخذ شكل سحاب يدور حول الأرض ويمنع ارتداد حرارة الأرض إلى الجو، بل يعيدها إلى الأرض؛ فتسخن الأرض، أي جو الأرض.. ولا خوف من أن تسخن المناطق الحارة من الأرض، ولكن الخوف على المناطق الجليدية في الشمال والجنوب، فهذه السخونة سوف تذيب جبال الجليد.. القليل منها هو الذي يظهر من الماء. والكثير تحت الماء.. فإذا ذاب الجليد؛ ارتفع منسوب مياه المحيطات، فإذا ارتفع؛ أغرق الأرض التي على مستوى سطح الماء.. أي أغرق دلتا الأنهار الكبرى في آسيا وأفريقيا.. في أفريقيا نهر النيل، ابتداء من دلتا مصر..

أما ألوف الجزر الصغيرة في المحيط الهادي، فسوف تختفي تحت الماء.

وقبل هذه الكارثة، هناك كارثة أخرى تتكرر كل عام، وهي سحب الدخان السامة التي تنفثها المصانع الأوروبية؛ ونتيجتها تساقط أمطار حمضية على الغابات والمزارع في الدول الإسكندنافية (السويد والنرويج وفنلندا والدانمارك).. وهذه السحب المسمومة تقتل كل ما هو أخضر من أشجار ونبات.

وفوق أستراليا تنفذ غازات هذه السحب إلى طبقة الأوزون حول الأرض.. واختراق الأوزون يطلق وراءه أشعة الموت الحارقة التي تقتل الأسماك وتصيبها.. هي والإنسان بسرطان الجلد..

ورغم كل ذلك، فإن أمريكا لم توقع على اتفاقية مدينة كيوتو اليابانية لحماية البيئة، أو لحماية الإنسان والحيوان. والسبب أن عدول أمريكا عن استخدام الفحم في إدارة مصانعها سوف يكلفها نفقات باهظة. وبعملية حسابية بسيطة: فلتمت الكرة الأرضية كلها فداء أمريكا ومصانع أمريكا!.

ومنذ أيام شاركنا في احتفال الأرض، وذلك بإطفاء الأنوار ساعة من الثامنة والنصف مساء حتى الساعة التاسعة والنصف؛ مما يساعد على تأخير اختناق الأرض دقيقة أو دقيقتين، ولكن المهم هو التعاون والاحتجاج، والدعوة إلى أن نذهب أبعد من ذلك في حماية أنفسنا من أنفسنا..