قرأت استبيانا صدر عام 1984 عن (أفضل الأماكن وأسوأها في العالم)، واليوم ونحن في عام 2009، ماذا تغير؟!
يقولون مثلا: إن المكان الأمثل لإجراء مكالمة تلفونية هو (الكويت). لماذا؟! لأن المكالمات هناك مجانية. ولا أدري عن صحة تلك المعلومة، حتى لو فرضنا أنها صحيحة في ذلك الحين، فهل ما زال الوضع كما هو عليه الآن؟!
أما المكان الأفضل لمطعم يقدم المأكولات البحرية فهو في اليابان، لأن ما يستهلكه الفرد الياباني من السمك سنويا في حدود 35 كيلوغراما، أما معدل ما يتناوله الفرد السوري من السمك فلا يزيد عن 1.2 كيلوغراما سنويا.
وغاب عن ذهن من قام بذلك الاستبيان سكان البادية في الجزيرة العربية، حيث إن الواحد منهم إلى وقت قريب إذا قدمت له سمكة ليأكلها، فردّه عليك يكون واحدا من اثنين: إما أن يضربك، أو يخرج ما ببطنه قبل أن يغمى عليه!!
والمكان الأسوأ لنسيان مظلتك هو مدينة (تشيرا بونجي) في الهند، فمتوسط هطول الأمطار فيها يوميا على مدار العام هو 2.5 سنتمتر، وأحيانا يصل إلى 7.6 سنتمتر في اليوم الواحد.
والأسوأ دون شك هو منطقة في صحراء تشيلي، حيث إن الأمطار لم تهطل عليها منذ 100 عام.
والمكان الأسوأ لارتداء امرأة تنورة قصيرة هي دولة (مالاوي) الأفريقية، حيث يحظر ارتداء الثياب التي تكشف عن الركبتين في الأماكن العامة ـ باستثناء الشواطئ ـ وفي ظني الذي لا يخيب أن دولة (مالاوي) الأفريقية مظلومة في هذا الاستبيان، فهناك دولة أفغانستان مثلا أيام طالبان كانت تحرم حتى سفور وجه المرأة، ناهيك عن ركبتيها العزيزتين،.
والدولة الأسوأ للاسترشاد هي إسبانيا، حيث إنها الدولة الأكبر في استقبال السياح الأجانب الذين يزيد عددهم سنويا عن 40 مليون سائح.
غير أن المكان الأمثل لتجنب المطارات المزدحمة هو دولة قطر، ففي هذه الإمارة لا سياح أجانب على الإطلاق، وليس فيها غير مطار واحد متهالك، وطائرة واحدة مسجلة للخدمة المدنية.
ويا ليت من قام بهذا الاستبيان يذهب اليوم إلى قطر، ليشاهد ناطحات السحاب، ويحضر مسابقات التنس العالمية التي يتنافس فيها الرجال والنساء، وآخر بطولة فازت بها واحدة من بنات (وليمز).
أما عن المطارات ففيها أحدث مطار في العالم، وطائرات الخطوط القطرية مترفة أكثر من أي طائرات في العالم.
وهذه دعاية مجانية من قبلي للخطوط القطرية، على أمل أن تصلني منهم تذكرة مجانية للذهاب إلى جزر (الواق واق)، ولا مانع عندي حتى لو كانت تلك التذكرة سياحية.