وقف الاستيطان مقابل وقف إيران؟

TT

حذر وزير الدفاع الأميركي من أن ضرب إيران لن يكون ذا جدوى، وبعده قال الرئيس الإسرائيلي إن ضرب إيران «فكرة سخيفة»، كما توجه نائب الرئيس الأميركي بايدن للإسرائيليين بالقول إن ضرب إيران «فكرة بالية».

فلماذا تعود التحذيرات الآن من خطورة الحل العسكري مع إيران، علماً بأن الصحافة الإسرائيلية بدأت تتحدث عن مفاوضات قاسية تدور بين واشنطن وتل أبيب، حول عملية السلام وإيران؟

صحيفة (يديعوت أحرونوت) خرجت بعنوان «بوشهار مقابل يتسهار» أي لكي تستجيب واشنطن لطلب إسرائيل بمنع إيران من الوصول للسلاح النووي فعليها الشروع بإزالة المستوطنات وعلى رأسها مستوطنة يتسهار مقر أكثر اليهود تطرفاً.

عنوان الصحيفة جاء بناء على تصريحات لرئيس طاقم البيت الأبيض رام عمانويل أمام زعيم بارز لإحدى المنظمات اليهودية. فهل نحن أمام معادلة جديدة مفادها وقف الاستيطان مقابل وقف إيران عن التسلح النووي؟

وكانت هناك تقارير ذكرت أن أوباما يريد مزيداً من الوقت للحوار مع طهران، بينما يطالب نتنياهو بسقف لا يزيد على أربعة أشهر، يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لأضخم تدريبات عسكرية بتاريخها ضد ما أسمته «خطر هجوم صاروخي كبير».

وقد نشرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية أن هيلاري كلينتون قد قالت لمسؤولين عرب إنها تشك في تجاوب إيران مع يد الحوار الممدودة من قبل واشنطن، وإن تجاوبت طهران فإنها ستكون بطيئة بشكل قد يؤثر على المفاوضات.

مصدر عربي قال لي «من المحرج لأوباما أن يساند إسرائيل ضد إيران، مع تعنت إسرائيلي في مشروع السلام وتحديداً وقف الاستيطان، خصوصاً أن هناك ضغوطاً عربية على أوباما لدفع عملية السلام ووقف الاستيطان».

في المقابل يقول مصدر أميركي «لا حديث في واشنطن الآن عن وقف الاستيطان مقابل وقف إيران، لكن تلك رغبة إسرائيلية، وهذا ما يدور بالإعلام الإسرائيلي»، مضيفاً أن واشنطن تريد قرابة ستة أشهر لإعطاء الحوار مع إيران فرصة كافية. وتابع المصدر قائلا «أستطيع أن أقول إنه اكتملت بواشنطن، قبل يوم أو يومين، مراجعة سياسات الإدارة حول التعامل مع إيران، وقرروا أن يكون الحوار في نطاق أوسع»، بمعنى أن واشنطن تريد مفاوضة طهران حول قضايا أخرى غير الملف النووي، «هناك مثلا أفغانستان والعراق»، بينما يبقى الملف النووي في يد خافيير سولانا.

وسيكون ذلك استكمالا لاجتماعات الـ (5+1)، وستحضرها واشنطن كمستمعة، ويقول المصدر «الحضور لا يعني التدخل، أو تغيير شروط اللعبة»، مضيفاً أن هناك ترقباً حذراً لاجتماع سولانا وسعيد جليلي القادم.

وهل التحاور مع إيران سيكون على حساب دول المنطقة، أي إعطاء إيران دوراً ما ليس لها؟ يقول المصدر «هناك إصرار داخل الإدارة على ضرورة الوضوح في إرسال رسالة إلى الإيرانيين مفادها لا تنتظروا منا اتفاقاً على حساب دول الخليج».

ويقول المصدر «سمعت بوضوح شديد عبارة كونوا حذرين، لا تثيروا قلق الخليجيين، وخصوصا السعوديين والإماراتيين». سؤالي كان: هل هي رسالة تطمين فقط؟ وكانت إجابته «ما سمعته بوضوح: لا شيء على حساب دول المنطقة»!

[email protected]