لتزداد إيمانا.. انظر فوقك!

TT

آمنت بالله وعظمته وقدرته اللانهائية.. فأنا مؤمن، وأنت أيضا، ولكن إذا أردت أن يتعمق إيمانك ويزلزل كيانك، هات لك تليسكوب متوسط الحجم. واذهب إلى أعماق الصحراء، ووجِّه التليسكوب إلى السماء. وسوف ترى العجب العجاب: لا أجمل، ولا أروع، ولا أرشق من ملايين ملايين النجوم التي تراها أمامك.. فكل الألوان البيضاء والزرقاء والحمراء والخليط من كل ذلك. ما هذا؟. هذا جانب ضئيل من عظمة الله.. ما هذه ملايين ملايين النجوم..؟، ولماذا؟، وما الحكمة؟، وما المعنى؟، وأين نحن؟، وهل هناك آخرون مثلنا أو أكثر حكمة منا..؟. إنها أسئلة، من حقنا أن نسألها، ولكن ليس في استطاعتنا الإجابة عنها. ربما بعد مليون سنة.. ربما بعد عشرات الملايين، عندما تتطور أدوات المعرفة العلمية. وكل ما نستطيعه الآن هو أن نصف هذا الذي نراه، ونحاول أن نفهم اختفاء بعض النجوم - أي وفاتها.. وميلاد نجوم أخرى.. ففي الكون مقابر للنجوم، وحضانات للنجوم الوليدة. سبحان الله..

ويرى علماء الفلك أن الكون أكثر لمعانا وتوهجا.. مما نراه.. لأننا نراه وبيننا وبينه ما لا نهاية له من سحب التراب والغاز والذرات الكونية وبقايا الانفجار العظيم لبداية الكون من حوالي 12 ألف مليون سنة.

ويرى علماء الفلك أيضا أن الطاقة المولدة من الانفجارات النووية في هذه السدم أو المجرات البعيدة تقبع في الفضاء.. وأن ما يتبدد من سدم واحد يعادل ما تستهلكه الكرة الأرضية ألف مرة!.

إن الذين يدمنون النظر إلى السماء طويلا ـ مثلي - يجدون أن المتعة الحقيقة هي أن يشتروا تليسكوبات ذات فتحات أكبر. وذات أعناق أطول، وفى جناحيها خرائط للهيئة الفلكية للسماء، شهرا بعد شهر.. أو أن يذهبوا ـ مبهورين ـ إلى المراصد العالمية، ويتأملوا ويسجدوا لله الذي يسّر لنا هذا الجمال والجلال.. آمنت بالله..