الهيئة والإعلام

TT

دخلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في السعودية مرحلة إيجابية جديدة، تعكسها بيادر الخطاب الإعلامي، للرئيس العام الشيخ عبد العزيز بن حميّن الحميّن، وللمتحدث الرسمي، ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالهيئة، الدكتور عبد المحسن القفاري، الذي أشار مؤخرا إلى التزام الهيئة بتوفير المعلومات الموثقة المتاحة بكل شفافية، وأمانة، وصدق.

وكانت علاقة، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع الصحافة قد اتسمت خلال الأعوام القليلة الماضية بقدر من الحساسية، والتوتر، صبغت بعض تعقيبات الهيئة، وتعليقاتها على ما تنشره الصحافة بالحدة، والغضب، وغلبة الدفاع عن الذات.

ومما لا شك فيه أن تطوير الخطاب الإعلامي للهيئة أمر إيجابي، كما أن توفيرها ـ بحسب بيانها الأخير ـ للمعلومة الموثقة المتاحة بكل شفافية، سيجنب الإعلام اللجوء إلى غيرها، لمعرفة تفاصيل الأحداث، والقضايا، والإجراءات، التي تكون الهيئة طرفا فيها، فمبدأ التعامل الموضوعي مع القضايا من شأنه أن ينمي إحساس الأفراد بالمسؤولية، كما يعمق الالتزام بحدود الصلاحيات، ومنهجية العمل.

وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جهاز حيوي وهام، لا يختلف الكثيرون حول أهمية الأدوار، التي يضطلع بها في تحقيق الأمن الأخلاقي للمجتمع، كما أن للهيئة رصيدها الإيجابي من التقدير في نفوس الكثيرين، لا يستطيع أحد التقليل من شأنه، أو إغفاله، لكن الهيئة، التي تعودت طويلا على أداء أدوارها في منأى عن عيون الإعلام، لم تتكيف بالقدر الكاف مع متطلبات الصحافة الحديثة، ورحلتها اليومية في البحث عن الخبر، الأمر الذي اضطر الصحافة في بعض الأحيان إلى البحث عن المعلومة من غير مصدرها الأساسي المتمثل في الهيئة، وأدى ذلك في عدد من الحالات إلى قدر من التباين في رواية الأحداث، الأمر الذي طبع علاقة الهيئة بالإعلام بذلك القدر من الحساسية.

والتطور في الخطاب الإعلامي الحديث، الذي تتبناه الهيئة يجعلها تريح وتستريح، فحينما تلتزم الهيئة والصحافة بالرواية الموضوعية في إطار المسؤولية المهنية، فإن من شأن ذلك أن يجعل العلاقة بينهما تأخذ شكلها الطبيعي، على النحو الذي تتسم به علاقة الصحافة مع الأجهزة الحكومية الأخرى.

ولا يفوتني أن أشيد بالموقف الإنساني الجميل للهيئة في العرضية الجنوبية، التي تكفل رئيسها قبل أيام بدفع صداق لتزويج شاب وشابة تم ضبطهما في خلوة، وأظهرا رغبة في الزواج لو توفرت الإمكانات المادية، كما تكفل أعضاء الهيئة بتوفير كافة مستلزمات الأسرة لمدة شهرين، إنه عمل جميل من كوكبة جميلة من الرجال.

[email protected]