لعل أحدا يرانا ويقول أي حاجة!

TT

لا فائدة مؤكدة من النظر إلى السماء، ورصد النجوم التي ماتت، والتي ولدت.. ومليارات الدولارات التي تنفقها هيئة الفضاء في تجاربها العجيبة حول الكواكب وأقمارها، إنها أموال مبددة في التراب والدخان بين الأجرام السماوية، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يسكت. لا بد أن يسأل، وأن ينتظر الإجابة.. بعد عام.. بعد قرن.. بعد ألف سنة. فالإنسان حيوان مندهش. وأستاذنا العظيم أرسطو هو الذي قال «الدهشة بداية المعرفة..».

أمام هذه الحقائق البسيطة تقف اللجان البرلمانية عاجزة تماما عن إمساك يدها عن هذه الاعتمادات الضخمة للبحث العلمي في الأرض، أو في السماء..

ونحن نتساءل إنْ كانت هناك كائنات أخرى في مكان آخر من الكون. العقل يقول: يستحيل أن يكون الإنسان هو الحيوان الذكي الوحيد في الكون، وإنْ كان الذكاء صفة متواضعة.. فهناك كثير من الحيوانات نَصِفُها بالذكاء، مثل الكلاب والدرافيل، ولكن الكائنات العاقلة الذكية هي التي تبدع. وإذا كانت موجودة؛ فلا بد أن تعلن عن نفسها. ولا بد أنها رأت نشاط الإنسان على الأرض وبين الكواكب الأخرى.. فإذا عرفت؛ حاولت الاتصال بنا. ونحن نحاول أن نعرف إنْ كانت موجودة، وأن الاتصال بها ممكن.. وقد حاولنا مثلا.. رصدنا موجات صوتية منتظمة، وعالية التردد، وفى أوقات متقاربة بين المجرات. واستنتجنا أنها لحضارة هناك.. لا نعرف أين، ولا كيف.. وحاولنا أن نعرف ما هو أكثر؛ فلم تساعدنا الأجهزة الحديثة التي في أيدينا. ومَنْ يدري؟.. ربما تطورت هذه الأجهزة؛ وجعلنا البعيد قريبا، والغامض واضحا، والمحتمل واقعا.. بعد كم من السنين؟، بعد ألف أو عشرين ألف سنة..

ونحن قد حاولنا أن نعلن لهذه الحضارات عن وجودنا في الكون، أو في المجرة التي تضم ألوف ملايين النجوم، مثل الشمس؛ فأرسلنا سفن فضاء عليها معلومات صوتية وضوئية، ولوحات فنية، وموسيقى، وخرائط، لنؤكد لهذه الحضارات موقعنا الفلكي، وقدراتنا العقلية.

وآخر ما انتهى إليه علماء الفلك.. هو أن نضع ألوف أو مئات الألوف من المرايا على سطح القمر. هذه المرايا تعكس ضوء الشمس في اتجاه المجرة. وسوف تكون صورة القمر باهرة. وسوف لا نحرك هذه المرايا، حتى لا تتلألأ. وإنما نريد أن يكون ضوؤها ثابتا مثل ضوء القمر. والمعنى: يا أهل الله يا للي فوق.. نحن هنا تحت. كلمونا. قولوا لنا أي حاجة!.