أبو نواس يفتقد «المزة»

TT

مواصلة لحديثنا عن الشعراء وسخطهم على البخلاء، نستذكر ما قاله ابو نوآس عندما جلس مع صحب من جماعته في دار ابي مالك المضري فوجدوا زقا خزفيا ينتظرهم دون ما يأكلون، وقد اشغلهم المضيف بالموسيقى والطرب، فخرج ابو نوآس يشهر به:

قل لأبي مالك فتى مضر

مقال لا مفحم ولا حصــر

جئناك في ميت تكفنه

ليس من الجن لا ولا البشر

بل هو ميت سلاحه خزف

والجسم فان والروح من عكر

ليس لنا ما به نكفنــــــه

فكفن الميت يا اخا مضـر

واعجل فقد مات فاعلمن ضحى

ونحن من موته على حذر

يا لك ميتا صلاة عيشته

عليه عزف والنقر بالوتر

و جاء في ديوان أبي نوآس شعر يسخر فيه من بخل رجل اسمه الفضل كان قد التقاه زائرا فقال فيه:

رأيت الفضل مكتئبا

يناغي الخبز والسمكا

فأســبل دمعه لما

رآني قادمــــــا وبكى

فلما ان حلفت له

بأني صائم ضحكــــا

وهو كما نتوقع من شاعر كأبي نوآس اشتهر بالظرف والسخرية والجرأة وحب المجالس والحياة الاجتماعية الكريمة فلا يملك غير ان يضيق ذرعا بالمضيف البخيل والجليس الرذيل، فأكثر من سخطه عليهم كما فعل بحق اسماعيل بن صليح، كاتب الأمين فقال فيه وفي بخله:

خبز اسماعيل كالوشـــي

اذا ما انشق يرفى

إن رفـّــاك هذا

احذق الأمة كفـــــــا

عجبا من اثر الصنـ

عة فيه كيف تخفى

احكم الصنعة حتى

لا يرى مطعن إشفى

وله في الماء ايضا

فطنة ابدع ظرفا

يمزد المالح بالعذ

ب لكي يزداد ضعفا

وهو لا يشرب منه

مثلما يشرب صرفا

www.kishtainiat.blogspot.com