سألني: هل صحيح أن تقدم السن لا يحمينا من الحب، غير أن الحب ـ إلى حدٍ ما ـ هو الذي يحمينا من تقدم السن؟!
مططت له شفتي وقلت: ما أدري، ما جربته على أصوله النموذجية، وعندما أجربه سوف أجيبك.
* * *
قرأت في مذكرات أحدهم وهو يقول: في طفولتي ذهبت إلى زيارة عمي في الريف، وعثرت على سلحفاة، وحملتها بيدي ووضعتها على الأرض، وأخذت أهزها وأضربها على درعها علها تخرج رأسها وتمشي، غير أنها أغلقت على نفسها إغلاقا محكما.
وأتيت بعصا محاولا نخشها وفتحها، وشاهدني عمي وقال لي: لا لا ليس هذا السبيل إلى ما تريد.
وأخذ السلحفاة إلى المنزل ووضعها على المدفأة، وما هي إلا دقائق حتى شعرت بالدفء، فأخرجت رأسها وأرجلها وزحفت نحوي بهدوء.
فقال عمي: الناس يا بني كالسلحفاة، فلا تحاول أن تقسر إنسانا على فعل شيء، بل أدفئه بشيء من عطفك، وسوف تأخذ بعدها ما تريد.
* * *
صحيح أنك لا تدري متى وأين سوف تموت، ولكنك قطعا تستطيع أن تختار طريقة حياتك، هذا لو كان لك قليل من الذكاء، وقليل من الشجاعة، وكثير من المثابرة والتصميم.
أليس الكلام سهلا؟! هكذا تكلمت أنا بكل سهولة.
* * *
هناك احتمال، مثلما قال أحدهم: إن أعظم خطأ يمكن أن يرتكبه الإنسان هو الخوف من الوقوع في الخطأ.. يا الله ما أكثر خوفي وتخبطي وتهكماتي، لديّ شك عظيم أنني إنسان لم أولد على الفطرة كما يجب.
* * *
قال سكرتير سابق للأمم المتحدة: أسهل عليّ كثيرا أن أوفق بين جميع دول الأرض من أن أوفق بين امرأتين متخاصمتين.
لو كان يسمعني لقلت له: أعطني عصا غليظة، وسوف تسمع ما يروقك.