كل شيء فيها يؤكد أنها ملكة!

TT

يرحم الله الملكة فريدة ملكة مصر. فقد عاشت صديقة غالية، وكانت نبيلة رقيقة. كل ما تفعله أو تقوله يؤكد أنها ملكة.. حتى عندما لم تعد ملكة فكل تصرفاتها وحركاتها وأدبها ولطفها يؤكد أنها ملكة وما تزال..

الله يعلم أنها كانت تعاني من قلة الفلوس ومن المبالغ التافهة التي تدفعها الحكومة لها. ولذلك كانت ترسم لوحات فنية وتبيعها. فإذا أنت اشتريت اللوحة وقعت عليها بحرفين: ف ف، أي فريدة فاروق. ولم تكن لوحاتها تحفاً فنية وإنما لها قيمة تاريخية. وكانت راضية بذلك..

وكلمت الرئيس السادات: يا ريس هل معقول أن ملكة مصر التي أحببناها وكرهها فاروق لأنه طلقها تعيش على هذا المبلغ التافه..

سألني: كم؟

فقلت له. وسألني: هل تريد مالا حالياً؟ اسألها وما تطلبه سوف أدفعه من أموال الدولة. وحاولت إقناعها بأنني لم أخبر الرئيس بما تتقاضاه وأصرت على ألا تأخذ ما بعث به الرئيس. فقلت لها: أنت الآن تحرجينني مع الرئيس. أرجوك.

ومضت الأيام لا أكلمها. ثم طلبتني وقالت لي: أريد أن أشكر الرئيس. فطلبت لها الرئيس: سيادة الرئيس الملكة فريدة تريد أن تشكرك..

الرئيس: لا.. العفو.. هذا أقل ما يجب. الشعب كله كان بيحبك.. وأنا تحت أمرك.. اطلبي ما تشائين..

وراجعتنا وأقسمت كاذباً أنني لم أحدث الرئيس عن الضائقة المالية، والنفسية التي تعيش فيها ملكة مصر السابقة.. ويبدو أنها صدقتني. ولكن قبل وفاتها وأنا أزورها في المستشفي قالت لي: كل شيء انتهي، وأنا انتهيت، لكن أرجوك صارحني.. هل أنت طلبت من الرئيس أن يساعدني أو أنه هو الذي انتبه إلى ذلك..

فقلت لها: هو بحسه الإنساني والسياسي.

فليرحمها الله وليسامحني!