لو تحول العرب إلى هنود!

TT

قبل أيام زفت فنانة لبنانية مشهورة إلى أحد رجال الأعمال المصريين في حفل أسطوري قدرت تكلفته بعض المصادر الإعلامية بنحو 9 ملايين دولار، ويقال إن صداق الفنانة بلغ 20 مليون دولار، وهذا المبلغ يساوي أكثر من مائة مليون جنيه مصري بعملة البلد الذي ينتمي إليه العريس، وحاولت أن أحول المبلغ إلى الليرات اللبنانية، وهي عملة البلد الذي تنتمي إليه العروس فلم تتسع شاشة حاسبة الهاتف لاستيعاب الرقم، باعتبار أن الدولار الواحد يساوي 1500 ليرة لبنانية! ومن حق كل إنسان أن يقدم لعروسه الصداق الذي يرتضيه، والمثل يقول «على قد فلسك كبر عرسك»، والعريس هنا رجل أعمال «قد الدنيا»، والعروس فنانة أيضا شهرتها ملء الدنيا.

وتهنئة العروسين لا تمنع من القيام ببعض العمليات الحسابية، فبالرجوع إلى متوسطات المهور في مصر ولبنان فإن صداق الفنانة اللبنانية وحده يكفي لتزويج آلاف من الشباب المصريين واللبنانيين في عرس جماعي تمتد أفراحه من ميدان العتبة بالقاهرة إلى رأس بيروت.

محظوظ الرجل الهندي، فكل العالم يحسده، ويغبطه، ويتمنى لو أن الأمور تنقلب رأسا على عقب، ويصبح العالم كله هنودا، فالرجل الهندي وحده الذي يتلقى مهرا من عروسه بدلا من أن يدفع لها، فالمهر مسؤولية العروس وأهلها، والعذاب للعروس التي تتعثر في دفع الصداق، فبحسب صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها الصادر بتاريخ 23 سبتمبر 2007 فإن امرأة تموت كل 77 دقيقة في الهند بسبب قضية المهور، حيث تتعرض العروس للضرب من زوجها، وحماتها، وسائر أفراد أسرة زوجها إذا فشلت في دفع الكثير من الذهب، والنقد، والبضائع لزوجها، ولا يختلف في طلب المهر من العروس في الهند وزير ولا غفير، فالكل يطالب بحقه في المهر، حتى أن وزيرا هنديا كبيرا رغم حصوله على 150 ألف دولار كصداق لم يكف عن ضرب زوجته، وتعذيبها لإحساسه بأن المهر الذي قدم إليه لا يتناسب مع مكانة معاليه، ولذا فهو يطالب بتكملة إضافية قدرها سيارة مرسيدس، وشقة!

محظوظة الفنانة اللبنانية الشهيرة أنها لم تكن هندية، وإلا فإنها كانت ستدفع ما فوقها وتحتها لإرضاء العريس صاحب النصيب.

وفي كل الأحوال بالرفاه والبنين.

[email protected]