.. حياة والسلام!

TT

دراسة جامعية على خمسة آلاف زوج وزوجة تؤكد: أن المرأة أطول عمرا من الرجل مع الأسف، وأن مخ المرأة أصغر من مخ الرجل، وأن المرأة إذا كبرت في السن؛ فذاكرتها أضعف من ذاكرة الرجل، وأن المرأة أكثر أرقا من الرجل وأكثر توترا بسبب الأعباء المنزلية ومرضها الشهري وتربية الأولاد، وأن أعراض الشيخوخة تظهر على المرأة أوضح مما تظهر على الرجل.. ولكن كيف يختار الواحد الآخر..؟

المرأة تفضل الرجل الظريف خفيف الدم وابن نكتة. إنها تحب هذا الرجل الذي يهزها بالفرفشة. أما الرجل، فيفضلها شقراء، ولا يهمه عقلها، أو ذكاؤها، أو علمها.. إنه يريد الأنثى. والمرأة تريد الذكاء والفرفشة والتسلية، وترى أن الرجل الظريف زوج ظريف وأب لطيف..

وفي هذا الاستفتاء ذكر عدد من الزوجات أن الذي جعل الواحدة منهن تحب خطيبها حتى تتزوجه هو أنه كان لطيفا.. عنده حكايات وروايات.. ويقول ولا يتوقف؛ فيشغلها. وكانت تذهب إلى صديقاتها، وتحكي وتقول.. ولكن بعد الزواج؛ لم يعد يضحك، ولا ينكت، وكأنه رجل آخر.. فأحبت أيام الخطوبة، وكرهت أيام الزواج. صحيح من المستحيل أن يظل الرجل ظريفا لطيفا، وكذلك المرأة.. ولكن هذا يفسر البرود بين الزوجين والملل. والمرأة لا تحب أن تظل مخطوبة تتسلى، وإنما أن تصبح زوجة مع رجل كان ظريفا لطيفا.

أما الرجل، فهو يريدها حلوة، ويريدها أن تتفنن في عرض مفاتنها، وبس. وهذا يضايق المرأة أن تكون فاكهة مشتهاة، وأن يكون زوجها وحشا ضاريا يتلمظ كلما رأى!

ويقال لا بد من وجود (كيمياء زوجية)، أي أن الزواج يؤدي إلى نوع من العلاقات المتوترة بين الزوجين.. وأن يقوم الزوجان بالتوفيق المستمر بين طرفين مجهولين يحاولان في ظروف غير عادية أن تكون لهما علاقات عادية.. وهذه المحاولة لا تنتهي، وهذا يؤكد صعوبة الحياة الزوجية.

أما بقاء الحياة الزوجية، فالإنسان لم يهتد بعد إلى وضع أفضل، وأبقى.. وليس علماء النفس أحسن الأزواج، ولا التجار، ولا الأدباء، ولا العلماء. الكل في هذه الدوخة سواء، وفي الصبر على البلاء. وآهي حياة والسلام!